يكاد يكون هناك شبه اجماع على نجاح المنتدى العالمى للشباب الذى انعقد مؤخرًا فى مدينة شرم الشيخ، فقد حقق نجاحا واضحا فى أكثر من جانب، حيث أول ما يسترعى ضرورة الإشارة، بل والإشادة، هو دقة التنظيم وقدرة شباب المنظمين على تلبية كافة مستلزمات تقديم مثال ساطع للقدرة المصرية وتحديدا بقدرة الشباب على حسن الادارة والتنظيم، ومن هنا يتجسد عمليا حسن اختيار القائد لرهانه الذى لم يكن البعض يتصور أن يكون بالشكل الذى ظهر عليه أمام العالم بأسره.
ومن المستحيل بعد أن تابع الأصدقاء وأيضا الأعداء تطورات المؤتمر أن يشكك أحد فى نجاحه والصورة المبهرة التى قدمها الشباب المصرى ومن ثم دحض كل الافتراءات والتشويه التى يشنها طيور الظلام بادعاءاتهم المعهودة والمكررة الى حد الملل،بأن مصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو، تشهد قمعا وانتهاكا لحقوق الانسان..الخ القائمة المعدة سلفا والتى يستميت الأعداء فى ترويجها.
شاهد الجميع وتحت سمع وبصر العالم كيف استقبلت شرم الشيخ ضيوفها وكيف كانوا يتجولون بحرية مستمتعين بروعة هذه البقعة الفريدة من أرض مصر الطيبة، ويعربون عن سعادتهم وايضا يتساءلون عن هدف المشككين، وانعدام الأمانة لديهم فى نقل الواقع المصرى رغم الحرب الارهابية التى أطلقتها جهات معينة ومعروفة بعدائهم لمصر الدولة بعد فشل مخطط التفتيت الذى استماتوا لتنفيذه، وتحطم على صخرة الإرادة المصرية التى لن تعلو عليها ارادة أخرى كما أكد الرئيس السيسي.
شاهد العالم على الطبيعة حوارات الرئيس مع الشباب، والتى دارت فى حرية تامة، لعل أبرز ما أكده منتدى الشباب بشرم الشيخ، هو وجود جسر للتواصل بين قيادة الوطن، وبين شبابه وهم أكثر من ستين بالمئة من الشعب، ولعل هذه هى المرة الأولى منذ عشرات السنين التى يسعى فيها رئيس لمد جسر معهم.
من جهة ثانية قدم المنتدى واقع مصر الآن، فاجتماعات المنتدى كانت متاحة أمام كاميرات كافة الدول التى اهتمت بالمتابعة، وفى نفس الوقت كان المراسلون الأجانب يتجولون بحرية تامة بين المشاركين وتأكدوا على الطبيعة والواقع من حقيقة الوضع.
أظن ان منتدى شرم الشيخ فتح آفاق الأمل أمام شباب مصر، وخطا بهم الخطوة الأولى على طريق تحميلهم مسؤولية التحليق بمصر الى أعلى سماء لإيمانهم الراسخ بأنها أم الدنيا، وبهم ستكون «قد الدنيا»، وقد لمست مدى سعادة الشباب بانتهاء حقبة تهميشهم إلى الأبد، وبداية مرحلة الرهان عليهم وإشراكهم فى المسؤولية وعلى أساس تحميلهم إياها مستقبلا.
ومن هذا المنتدي، الذى يشكل فى رأيى منعطفا تاريخيا، وجه الرئيس السيسى للجميع رسالة رائعة عن المرأة، دورها ومكانتها، وضرورة احترامها لكل ما تقوم به فى المجتمع، وهى رسالة ترد بقوة وحسم، على فوضى «فتاوى!!؟» من يتصدرون وسائل الاعلام ويسعون بقوة الى سحب مصر الى عصور سحيقة وتخلف بشع، عبر إهانة المرأة وتحميلها كل أوزار المنحرفين.
وقد ذكر الرئيس بأن الله عز وجل، قد خلق الانسان، بغض النظر عن الجنس او اللون او العقيدة الدينية، وأتمنى أن تبرز وسائل الإعلام هذا الجانب البالغ الأهمية لتصحيح مفاهيم قطاع كبير من الشباب، وقعوا ضحية المفاهيم الخاطئة التى يروجها من يطلق عليهم وصف «شيوخ الفضائيات».. هذا ومن أهم رسائل الرئيس فى المنتدي، تأكيده أن الحماية من الارهاب، حق من حقوق الانسان، وهو ما يعنى أن مصر تحمل المجتمع الدولى بأسره مسؤولية مكافحة الارهاب والتصدى له، وهو هنا يتحدث من موقع من حارب الإرهاب، ولا زال يحاربه نيابة عن العالم أجمع.. بدأت الخطوة الاولى فى طريق الالف ميل ،لاضطلاع الشباب بمسؤولياتهم فى بناء وطنهم فى هذا الشهر ومن مدينة شرم الشيخ.