يحاول الكاتب والفنان التشكيلى العراقى على شاكر تفسير تعاطف كثير من العرب، وبعض العراقيين، مع الزعيم الراحل صدام حسين رغم ما يعتبرها جرائم رهيبة ارتكبها. بدأ شاكر فى البحث عن تفسير لهذا التعاطف بعد أن صدمته مواقف ومشاهد عدة سجلها بقلم رشيق فى كتابه «صدام وأنا .. ومتلازمة ستوكهولم».
ويفهم القارئ من سياق الكتاب أن المؤلف انطلق من فرضية مؤداها أن «متلازمة ستوكهولم» يمكن أن تفيد فى تفسير التعاطف الواسع مع صدام حسين. وتعنى المتلازمة Syndrome اصطلاحيا مجموعة أعراض أو علامات تظهر لدى أشخاص يعانون حالة غير طبيعية، وهى مشتقة من كلمة يونانية تعنى التزامن، أى أن يكون ظهور المرض متزامنا مع ملاحظة أعراضه، أو أن تكون ملاحظة أحد هذه الأعراض مُنذرا بوجود بقيتها.
أما مفهوم متلازمة ستوكهولم فهو يعنى تعاطف الضحية مع الجاني. وهذه حالة مازالت تُحير دارسيها، سواء من علماء النفس أو غيرهم، منذ أن لوحظ تعاطف أشخاص تم اختطافهم واحتجازهم داخل بنك فى ستوكهولم فى السبعينيات مع خاطفيهم الذين أطلقوا سراحهم بعد أيام من الاحتجاز.
ويقدم قاموس كمبردج تعريفا محدودا لهذه الحالة، ومرتبطا بالحادثة المشار إليها، وهو «الموقف الذى يتجه فيه شخص تعرض للاحتجاز إلى الإعجاب بمن خطفه، أو وضع ثقته فيه». ولكن استخدام مفهوم «متلازمة ستوكهولم» توسع كثيراً، وتجاوز الحادثة التى أدت إلى ظهوره.
ولذلك بدأ على شاكر العمل فى كتابه منطلقا من فرضية مبنية على هذه المتلازمة، ومؤداها أن المتعاطفين مع صدام حسين مصابون بها. ولكنه يصل إلى أنها لا تفسر هذا التعاطف، إلا فى حالة العراقيين الذين نكل بهم بطريقة أو بأخري، ولكنهم تعاطفوا معه بعد مشهد إعدامه الذى بدا فيه قويا لا يهاب الموت.
لم يكن المؤلف فى حاجة إلى اختيار صحة فرضية يسهل إدراك أنها خاطئة منذ البداية، لأن أكثر المتعاطفين مع صدام حسين لم يتعرضوا إلى أذى فى عهده. فباستثناء العراقيين، لا تنطبق متلازمة ستوكهولم على العرب الآخرين الذين يتعاطفون معه، وعلى آخرين فى العالم يتبنون مواقف معادية للسياسة الأمريكية، ويعتبرون أن كل من ناطحها بطل. ومع ذلك، فالكتاب مشوق للغاية، وحافل بالقصص المثيرة بشأن التعاطف مع صدام حسين.