تستمر إسرائيل في سياسة التصعيد والاستفزاز على الرغم من اتفاقات الهدنة الموقعة، مما يهدد بعودة التوترات وتصاعد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
شهدت الأيام الماضية سلسلة من الانتهاكات التي تنوعت بين اعتداءات على المدنيين، واقتحامات لـ المسجد الأقصى، واستهداف مناطق حدودية، والسطو من قبل عصابات مسلحة على شحنات الإغاثة الإنسانية، في تحدٍ واضح للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق تهدئة طويلة الأمد.
أفادت تقارير حقوقية أن القوات الإسرائيلية كثفت من عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، حيث قامت بتنفيذ حملات اعتقال واسعة استهدفت شباناً فلسطينيين، إضافة إلى استمرار الاقتحامات اليومية للمدن والمخيمات، ما أدى إلى وقوع إصابات واعتقالات عشوائية.
وفي قطاع غزة، سجلت خروقات للهدنة عبر إطلاق النار تجاه المزارعين والصيادين في المناطق الحدودية، مما يعيق حركة المواطنين ويضيق الخناق على السكان، الذين يعانون أصلاً من الحصار المفروض منذ سنوات.
من جانب آخر، تتواصل الاقتحامات اليومية التي يقوم بها المستوطنون تحت حماية الشرطة الإسرائيلية لباحات المسجد الأقصى. هذه الممارسات تُعد استفزازًا مباشرًا لمشاعر المسلمين، وتأتي في سياق محاولات فرض واقع جديد يهدد الهوية الإسلامية للمكان.
من جانبها، أدانت الفصائل الفلسطينية هذه الانتهاكات، محذرةً من أن استمرار التصعيد الإسرائيلي سيؤدي إلى انهيار الهدنة وعودة الأوضاع إلى مربع المواجهة.
وناشدت المجتمع الدولي التدخل لوقف هذه الاعتداءات، محملةً إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد قادم.
دوليًا، أعربت جهات أممية عن قلقها إزاء تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدةً أن أي محاولة لاختراق الهدنة ستؤدي إلى تقويض الجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
في ظل استمرار إسرائيل في سياساتها العدوانية، يظل احتمال انهيار الهدنة قائماً.
ومع تصاعد حدة التوترات، تبرز الحاجة إلى ضغط دولي حقيقي على إسرائيل لإجبارها على الالتزام بالاتفاقيات الدولية، وتجنب سيناريوهات كارثية قد تشعل المنطقة من جديد.
تاريخياً الصهاينة لا يعرفون السلام، ولا يلتزمون بالمواثيق والأعراف الدولية، وهذا واقعًا مؤكداً مرتبطًا بسياسات الاحتلال الإسرائيلي.
التاريخ أثبت أن الحركة الصهيونية قامت على نهج التوسع والاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني، دون احترام لأي جهود سلام حقيقية.
السعي للسلام يتطلب إرادة حقيقية وتوقفًا عن الجرائم، ولكن مع استمرار الاحتلال بسياساته الاستفزازية، يبقى الحديث عن السلام من طرفهم مجرد شعارات فارغة لا تعكس واقعًا على الأرض.
دعم القضية الفلسطينية ليس مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية عربية وإسلامية تتطلب تحركًا شعبيًا لدعم الفلسطينيين سياسيًا واقتصاديًا
باختصار.. تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد مسار الأحداث، فإما أن تنجح الجهود الدبلوماسية في احتواء الوضع، أو ينفجر المشهد في موجة جديدة من التصعيد الذي سيدفع ثمنه الشعب الفلسطيني أولاً وأخيرًا.