إنهم يسطرون تاريخا جديدا يعيد للأمة مجدها وللإسلام وجهه الحقيقي، وللعروبة شرفها وألقها وهكذا تحرر الأوطان ويستعيد الإنسان إنسانيته وكرامته وينتشله من قاع الذل والهوان والعبودية والشهوانية الدنيوية المتدنية.
نحن نعيش في زمن من اسوأ أزمنة الأمة الإنسانية والإسلامية على السواء ويتشارك في ذلك اغلب البشر حتى أصبح الناس جميعا أفرادا وجماعات الا ما رحم ربي أسرى الشهوات بأنواعها.. ما بين شهوة سلطة وشهوة مال وشهوة نفوذ فضلا عن شهوة الجنس وهي بطبيعتها سيدة الشهوات رغم تراجعها وعدم تبوأها المكانة الأولى وازاحتها شهوات أخرى.
الضيف وأصحابه الميامين المباركين يعيدوا احياء نخوة الرجولة والوطنية من جديد بعد أن عشنا ردحا من زمن الخسة والنذالة والتجارة بالأوطان، وأصبح أصحاب هذه التجارة هم من يتصدرون المشهد ويجلسون على كراسي الحكم كل بدرجته ومكانته هنا في دار الفناء قصيرة الأجل منتهية الصلاحية والفائدة.
نجح هؤلاء الرجال في احياء العزة في النفوس من جديد وتقديم معان جديدة للنضال والكفاح بما يعيد للإنسانية معانيها المتعارف عليها وليجعلنا نقرأ التاريخ على أرض الواقع وليس كما كتبه المزيفون وأصحاب الرصاص كما حلى لهم وكان على اهواءهم وامزجتهم.
ما قرأناه في كتب التاريخ القديم وليس الحديث عن بطولات الابطال من المسلمين الأول أصبح واقعا نشاهده بأعيننا ونعايشه ليل نهار، بل وننتظر ظهوره على الشاشات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي نسمع أصواتهم ونرى صورهم الملثمة وكأنها غذاء للروح والعين لتملأ القلوب سكينة وسعادة وفرحا وسرورا.
كلهم جعلوا الأمة الإسلامية والعربية على المحك وفي موقف صعب.. فقد أثبتوا لنا في دقائق معدودة ما ظل حكامنا يكذبون علينا به طوال عقود ليقنعونا أن هناك مستحيل اسمه قهر «إسرائيل» أو مغالبتها وحتى امريكا زعيمة العالم الان – رغم يقيننا أنه لن تستمر هذه الزعامة طويلا – يمكن قهرها.. تعلم ابطالنا الدروس من التاريخ وصدقوا مع الله فصدق الله معهم وآمنوا بأنه من أوفى مع الله بالعهد فحتما سيفي الله بوعده وعهده.. وربنا لا يخلف وعده ابدا ولا يخلف عهده.
دروس كثيرة ورسائل للبشرية تأتينا من تلك البقعة على شاطئ البحر الأبيض بعدما اسود من اعمالنا وممارساتنا.. فقد وصلنا لمرحلة من التجبر والتكبر والفجور ما لم يصله قوم لوط اخلاقيا وعاد بطشا وتجبرا وظلما وعدوانا وثمود مراوغة وكذبا وخداعا.. صرفنا الكل عن الحق.. ووجهناهم الي الباطل وعملنا له قواعد وأسس وقوانين وأصبحنا نحاسب البشر إن خالفوا قواعد الباطل وكأنهم خالفوا معلوما من الدين بالضرورة.
أما آن لهذه الأمة أن تنتبه لقيمتها وقدرها
أما آن لهذه الأمة أن تصحوا من غفلتها
أما آن لهذه الأمة أن تنهض من عثرتها
أما آن لهذه الأمة أن تستيقظ من سباتها العميق
أما آن لهذه الأمة أن تدرك شيئا مما فاتها
أما آن لهذه الأمة أن تنفض عنها غبار الجهل
أما آن لهذه الأمة أن تلملم شتاتها وتشرذمها
هذه الأمة بعث الله لها هؤلاء الفتية العظماء لكي يصححوا لها عقيدتها ويعيدوا لها كرامتها وعنفوانها
شكرا السنوار والضيف واصحابهم
ولنا في المستقبل المشرف لقاء نسأل الله أن يكون قريبا.