قال الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، إن المصريين قدموا بالأمس مشهداً استثنائياً أمام معبر رفح، يبرز موقف الشعب المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
وأوضح أن الحشود التي تدفقت إلى أقرب نقطة حدودية مع غزة جاءت لتؤكد رفضها لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتعكس عمق الروابط التاريخية بين الشعبين المصري والفلسطيني، إلى جانب الدعم الثابت الذي تقدمه مصر للقضية الفلسطينية.
وأضاف أن هذا الموقف الشعبي يأتي في توقيت حساس يحمل دلالات مهمة على المستويين الشعبي والرسمي، في ظل التحديات الإقليمية التي تهدد الأمن القومي المصري، بالتزامن مع اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل أهالي قطاع غزة إلى مصر والأردن.
وأشار محسب، إلى أن تجمع الآلاف من المصريين أمام معبر رفح ليس مجرد حدث عابر، بل يعكس إدراكاً شعبياً راسخاً بأن القضية الفلسطينية جزء أصيل من الوجدان المصري.
وشدد على أن رفض التهجير القسري للفلسطينيين سواء إلى سيناء أو داخل الأراضي المصرية يعكس وعياً بمخاطر هذه الفكرة على الأمن القومي المصري ومستقبل القضية الفلسطينية ككل.
وأكد أن خروج هذه الحشود، على الرغم من مشقة الطريق، يمثل إرادة شعبية مؤثرة تتماشى تماماً مع الموقف الرسمي للدولة المصرية التي أعلنت مراراً رفضها لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير أو التوطين.
وأضاف عضو مجلس النواب أن المشهد يعكس استعداد الشعب المصري للدفاع عن ثوابته الوطنية، مما يمنح صانع القرار في مصر دعماً قوياً لمواجهة الضغوط الدولية والإقليمية.
وأوضح أن هناك تناغماً واضحاً بين الموقف الرسمي للدولة والموقف الشعبي الرافض لأي حلول غير عادلة قد تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني أو تعمل على تصفية قضيته، مؤكداً أن مصر ليست مجرد وسيط في القضية الفلسطينية، وإنما شريك أساسي في حماية حقوق الفلسطينيين وإجهاض أي مشاريع تسعى للنيل منها.
واختتم النائب أيمن محسب بأن التحرك الشعبي المصري يتزامن مع الجهود التي تبذلها الدولة على مختلف الأصعدة لإيجاد حلول عادلة تُنهي الأزمة الإنسانية في غزة، وتؤكد أن رفض التهجير والتوطين هو موقف راسخ لدى كل مصري وليس فقط سياسة حكومية.
وشدد على أن استقرار منطقة الشرق الأوسط لن يتحقق إلا من خلال تنفيذ حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.