وضعت الطبيعة مبدأً يتعارض مع فكرة حقوق الإنسان، يعتمد هذا المبدأ على المحرك الأساسي للبشرية المتمثل في «عنصرين»: الألم والإشباع.
هذه الفكرة كانت محط انتقاد من قبل بعض الفلاسفة خلال عصر الثورة الفرنسية والثورة الأمريكية في القرن الثامن عشر. إذ رأى هؤلاء أن مفهوم حقوق الإنسان الذي روجت له تلك الثورات مجرد فكرة نظرية لا تستند إلى واقع حقيقي، بل إن الحقوق الطبيعية تتغير حسب احتياجات الناس في كل مجتمع.
واستشهدوا بحقوق السكان الأصليين في أمريكا (الهنود الحمر) كمثال، متسائلين عن سبب عدم تطبيق هذه الحقوق عليهم في الوقت الذي كانت فيه الثورات تنادي بها.
في الحقيقة، يبدو أن مفهوم حقوق الإنسان لدى البعض كان مقيدًا بمن تُطبق عليه فقط. لذلك لجأ آخرون إلى معيار الطبيعة، وأكدوا أن الإنسان تحركه حاجاته الأساسية، فإذا حُرم منها أو انتقصت تألم.
بناءً على ذلك، فإن المسؤولية تقع على من يحكم لتلبية تلك الاحتياجات ومنع الألم الناتج عن الجوع أو العطش أو الخوف.
وبذلك تصبح المطالبة بإشباع هذه الحاجات أكثر أهمية من فكرة حقوق الإنسان المجردة، التي تحولت مع الزمن إلى ذريعة يستغلها البعض لفرض السيطرة على الشعوب ونهب ثرواتها.
في حين يُشاركهم في ذلك بعض المنادين بهذه الفكرة دون النظر إلى الواقع المرير، كحالة الأطفال الذين ماتوا في غزة بسبب الجوع والعطش والبرد، دون أن تحرك ضمائر المدافعين عن هذه المبادئ ساكنًا.
لم نقصد أحداً !!