في الآونة الأخيرة، شهدت الساحة السياسية في الشرق الأوسط تحركات دبلوماسية مكثفة، كان أبرزها جولات الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وزيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
هذه التحركات أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت هناك اتفاقات مسبقة وأهداف مشتركة بين الطرفين في طريقها للعلن.
منذ توليه منصب الرئاسة في المرحلة الانتقالية، قام أحمد الشرع بسلسلة من الزيارات الإقليمية والدولية لتعزيز العلاقات الدبلوماسية وبحث سبل إعادة بناء سوريا.
شملت هذه الجولات زيارة إلى المملكة العربية السعودية، حيث التقى بالقيادة السعودية لمناقشة دعم إعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار في سوريا.
ويزور تركيا غدا الثلاثاء، ويلتقى الرئيس رجب طيب أردوغان، لبحث تعزيز التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية المشتركة.
في أول خطاب له كرئيس، أكد «الشرع» على التزامه بتشكيل حكومة شاملة تعكس تنوع المجتمع السوري، مشددًا على أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل لضمان مستقبل مستقر للبلاد.
وعلى الرغم من ذلك فإن هناك بعض التسريبات التي كشفت عن اتفاق مسبق ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية بأن تفتح سوريا أراضيها لتهجير أهالي غزة، في مقابل رفع اسم أحمد الشرع من قائمة الإرهاب والملاحقات الدولية بصفته أحد المطلوبين دوليا.
في المقابل، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بزيارة إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي، حيث يتم مناقشة قضايا أمنية وسياسية تتعلق بالمنطقة.
تأتي هذه الزيارة في وقت حساس، حيث تتزامن مع مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
قبل زيارته لواشنطن، وسّعت إسرائيل عملياتها في الضفة الغربية، مما أثار تساؤلات حول نوايا نتنياهو الحقيقية من هذه التحركات.
وأرجأ نتنياهو إرسال وفد بلاده إلى الدوحة للمشاركة في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مما أثار مخاوف من وجود عراقيل قد تؤثر على سير المفاوضات.
بالنظر إلى هذه التحركات، يثار التساؤل حول ما إذا كانت هناك اتفاقات مسبقة أو تنسيق غير معلن بين الشرع ونتنياهو.
حتى الآن، لا توجد معلومات مؤكدة تشير إلى وجود اتفاقات مباشرة بين الطرفين.
ومع ذلك، فإن تزامن هذه الجولات والتحركات قد يشير إلى وجود أهداف مشتركة أو تنسيق غير مباشر، خاصة فيما يتعلق بإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة بعد التغيرات السياسية الأخيرة في سوريا.
باختصار.. تبقى هذه التحركات محط اهتمام ومتابعة من قبل المراقبين والمحللين السياسيين، الذين يسعون لفهم الدوافع الحقيقية وراءها وما قد تحمله من تداعيات على مستقبل المنطقة.