السمعة الطيبة تمثل رأس مال الإنسان في حياته وتظل أثرًا طيبًا يخلد ذكراه بعد وفاته. وقد عبّر أمير الشعراء أحمد شوقي عن هذا المعنى في إحدى قصائده قائلاً: «فأرفع لنفسك بعد موتك ذكرها.. فالذكر للإنسان عمر ثان». فالذكر الحسن يُعد معيارًا للقيم والأخلاق، وعلى أساسه يتم تقييم منزلة الرجال واحترامهم.
ومن بين قصص الحكمة التي تجسد أهمية السمعة الطيبة، تبرز قصة الهدهد والغراب اللذين تنازعا على ملكية حفرة ماء، حيث ادعى كل منهما أنه صاحب الفضل في حفرها.
قررا الاحتكام إلى قاضي الطيور الذي طلب منهما تقديم دليل يثبت حق كل طرف. نظرا إلى بعضهما طويلاً دون أن يقدم أي منهما بينة. وعندما طال صمتهما، أدرك القاضي أنهما لا يملكان دليلًا يؤيد ادعاءهما.
فأصدر حكمه بأحقية الهدهد في الحفرة. اندهش الهدهد وسأل القاضي عن سبب الحكم له رغم عدم تقديمه لأي بينة، فأجابه القاضي: لقد اشتهرت بالصدق، ويُضرب بك المثل في ذلك، حيث يقولون إن الشخص الصادق «أصدق من الهدهد».
تأمل الهدهد للحظة ثم قال: إذا كانت السمعة الطيبة هي السبب في هذا الحكم، فإنني أتنازل عن الحفرة للغراب حفاظًا على ما اشتهرت به من صدق، فالسمعة الحسنة أغلى عندي من هذه الحفرة.
هذه القصة الملهمة تُذكرنا بقيمة السمعة الطيبة وأهميتها في حياة الإنسان. ونوجهها لأولئك الذين يتفاخرون بسمعتهم السيئة ويحاولون جني المال بأي وسيلة، متناسين أن ما يبقى حقًا هو الذكر الطيب وليس المال.
لم نقصد أحداً!!