لا شك أن حرب البوسنة والهرسك، التي شهدت فظائع لا تُنسى، لا تزال حاضرة في ذاكرة الكثيرين. تلك الحرب التي بدأت عام 1992 واستمرت حتى عام 1995 أسفرت عن مقتل حوالي 38 ألف شخص واغتصاب نحو 20 ألف امرأة.
كانت مأساة إنسانية بكل المقاييس، إذ تعرض الشعب ذو الأغلبية المسلمة لمجازر مروعة على أيدي من رفضوا استقلال البوسنة والهرسك، وعلى رأسهم سلوفينيا وحلفاؤها مثل كرواتيا ومقدونيا، الذين كانوا جزءاً من جمهورية يوغوسلافيا السابقة قبل تفككها.
قاد تلك الحرب شخص اشتهر بقسوته وانعدام إنسانيته، ميلوسوفيتش، الذي لم يتردد في تدمير قرى بأكملها وسكانها دون أي وازع من ضمير. هذه الأحداث وقعت في عهد الرئيس الأمريكي الديمقراطي بيل كلينتون، فيما شاركت طائرات حلف الناتو في التصدي للمعتدين.
يُظهر هذا التاريخ الدموي أن الإبادة كممارسات ليست وليدة اليوم، حيث استمرت على مرأى من الدول نفسها التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي الآن وتغض الطرف عن معاناة غزة.
ومع ذلك، واجه الشعب البوسني هذه المآسي بشجاعة وصبر حتى استطاع تحقيق النصر ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم في محكمة خاصة. هذه التجربة تُبرز أن الإصرار على المقاومة والإيمان بالحق يمكن أن يقلب الموازين مهما بدا الوضع مظلماً.
إن التاريخ يعلمنا أن الأيام تتداول بين الأمم، شريطة تمسكنا بالأمل والإيمان بالنصر رغم محاولات البعض زرع مشاعر اليأس والعجز في النفوس. وغداً قريب لمن ينتظر، متسلحاً بالإرادة والعمل.
لم نقصد أحداً !!