تصريحات دونالد ترامب الأخيرة بشأن غزة جاءت في سياق خطابه المتشدد المعتاد، لكنها هذه المرة تحمل دلالات خطيرة، خاصة عندما هدد بتحويل القطاع إلى «جحيم» يوم السبت.
هذا التصريح يعكس عمق الانحياز الأميركي المطلق لإسرائيل، ويثير تساؤلات حول مصير قطاع غزة، ومستقبل الشرق الأوسط، بل والعالم في ظل الهجمات الترامبية التي تتنافى مع العقل والمنطق وتعد انقلابا واضحا على كافة القوانين الدولية والإنسانية.
ترامب لم يكن يوماً متحفظاً في تصريحاته، بل يعتمد على أسلوب الصدمة والاستفزاز لتحقيق مكاسب سياسية، خاصة بين أنصاره اليمينيين.
تهديده لغزة يأتي في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي وعدم التزام تل أبيب بأي هدنة، مما يفتح الباب أمام تكهنات حول السيناريو الأسوأ خلال الأيام المقبلة.
مع عودة ترامب إلى الرئاسة ثارت المخاوف من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، خاصة في ظل دعمه غير المشروط لإسرائيل وتصريحاته العدائية تجاه غزة.
كما أن موقفه المناهض للمحكمة الجنائية الدولية قد يؤدي إلى تقويض الجهود الدولية لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب، مما يهدد النظام الدولي القائم على القانون.
هذا التصعيد يُظهر بوضوح أن ترامب، سيعيد العالم إلى زمن الغطرسة الأميركية المطلقة، حيث لا قانون يردع، ولا عدالة تُحترم.
هجومه على المحكمة الجنائية ليس جديداً، فقد سبق له أن فرض عقوبات على مسؤوليها عندما حاولوا التحقيق في جرائم حرب أميركية في أفغانستان.
واليوم، يعيد نفس السياسة، ولكن هذه المرة دفاعاً عن إسرائيل، مما يعني أن أي مساعٍ لمحاسبة مجرمي الحرب ستواجه بحملة أميركية مضادة، قد تصل إلى فرض عقوبات أو حتى تهديدات مباشرة للقضاة الدوليين.
وما يزيد من خطورة هذه التصريحات أنها تمنح إسرائيل غطاءً سياسياً لمواصلة القتل والتدمير دون أي حساب.
تهديد ترامب جاء متزامناً مع خرق إسرائيل المستمر لأي اتفاق هدنة في غزة، حيث تواصل القصف والتضييق على المدنيين، متجاهلة الجهود الدولية لوقف التصعيد.
هذا التزامن ليس صدفة، بل يشير إلى دعم أميركي غير مشروط للعدوان الإسرائيلي، وهو ما قد يفسر تصعيد الجيش الإسرائيلي لأعماله العسكرية في الأيام الأخيرة.
باختصار.. هذه التهديدات تستدعي موقفاً عربياً ودولياً أكثر صلابة، فلا يمكن الاستمرار في سياسة الإدانات الدبلوماسية فقط، بينما تتصاعد لغة التهديد والقتل.
وإذا كان العالم يتحدث عن هدنة، فإن هذه التصريحات تكشف أن ما يجري على الأرض ليس سوى تحضير لموجة جديدة من العنف، وربما إبادة ممنهجة لغزة تحت غطاء الدعم الأميركي.
تعكس هذه التطورات تحديات كبيرة للمجتمع الدولي، وتستدعي استجابة حازمة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وضمان احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان.
يبقى السؤال: هل سيكون رد الفعل الدولي بحجم التهديد، أم أن غزة ستُترك وحدها مجدداً في مواجهة ترامب و«الجحيم» الموعود؟
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا