قال لي صديقي حنظلة: هل ما قاله ترامب بشأن تهجير أهل غزة حقيقة، أم أنه مجرد كلام غير منطقي و«دغدغة» لمشاعر الإسرائيليين ومن يوالونهم؟ فأجبته: نعم، أعلم أن كثيراً من الساسة يلجؤون إلى الكذب وخداع شعوبهم بتصريحات مضللة، لكن هناك أيضاً من يستخدم أفكاراً غير منطقية وغير عقلانية ويمررها إلى العقول لخلق تقبّل لها.
يتم ذلك عبر نشر الخوف والقلق بين الناس، مما يدفعهم إلى قبول الخيار غير المنطقي تحت الضغط، كما يقول المثل الشعبي: “إيه رماك على المُر؟ قال: اللي أمر منه”.
هذا هو ما يحدث الآن. شعوب المنطقة كلها تدرك ظروفهم وتعرف أن أمريكا تمتلك أقوى قوة عسكرية وتتحكم في الاقتصاد العالمي، كما تفرض سيطرتها على أغلب المنظمات الدولية.
وأغلب شعوب المنطقة تعتمد عليها بطرق متعددة. والرجل يقولها بوضوح: ما نراه أمام أعيننا ليس سوى إعداد للمسرح لقبول الخيارات غير المنطقية.
مثل هذه التصريحات تخدم خلق حالة من عدم الاستقرار المستمر والقلق لدى الناس، وهي الحالة التي تفقد الإنسان العادي قدرته على التفكير السليم عندما يجد نفسه مضطراً للاختيار بين «المُر والأمر منه».
إذا أردت أن تعرف إن كان ما يُقال حقيقة أم خيال، فانظر إلى الماضي والحاضر. الحقيقة الوحيدة هنا هي أن مسألة قبول الفلسطينيين التهجير أو رفضه ليست بيد شعوب المنطقة. هناك دائماً فئة من البشر قد تقبل بأي شيء تحت وطأة الظروف.
لم نقصد أحداً