الجاهل هو الشخص الذي لا يُولي أي شيء اهتمامًا، ويزعم دومًا معرفته بكل الأمور وفي كل المجالات. هنا، الجهل لا يعني الشخص «الأمي»، لأنه في بعض الأحيان قد يكون أكثر وعيًا ببيئته، محددًا لنطاق معرفته، ولا يدّعي العلم بأمور لا يفقهها.
الفارق بين الجاهل والأمي يكمن في «الخجل»، حيث إن الجاهل لا يعرف الخجل ويستمر في ادعاء المعرفة، بينما الأمي يتسم بالإنصات إذا جهل أمرًا.
من هذا المفهوم، يمكننا أن نستنتج أن ليس كل جاهل مدعٍ، ولكن كل مدعٍ هو جاهل. مشكلتنا الحقيقية تكمن في هؤلاء الذين يتصدّرون العمل العام ويتولون مناصب مؤثرة، معتقدين أن سلطتهم تمنحهم الحق بفرض آرائهم دون نقاش.
وهكذا نجد الطبيب يتحدث في القضاء، وأهل القانون يخوضون في الطب، وحتى السباك يتظاهر بمعرفة الميكانيكا، وكل ذلك بثقة غريبة ومفرطة.
هذا السلوك يعود إلى تراجعنا عن مواكبة ركب التقدم. لذلك يجب أن نواجه كل من يدّعي المعرفة فيما يجهله، معتمدًا على الفهلوة أو نفوذه أو علاقاته الشخصية سواء بالصداقة أو العمر.
ومع ذلك، لا يمكننا التقليل من قيمة الجرأة؛ فالجرأة والتعلم من الأخطاء ضروريان لاكتساب الخبرة وهما صفتان تحظيان بالاحترام. إلا أن جرأة الجاهل هي ما يدفعه للتصرف بلا حياء أو خجل.
لم نقصد أحدًا