كان ومازال الرئيس الأمريكي ترامب الداعم الأكبر للكيان الصهيوني ورغم أن كل الرؤساء السابقين قبله كانوا داعمين لإسرائيل إلا أنه يمنح ويعطي ويقوم بمالا يستطيع غيره أن يقوم به.
فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق كل أهدافه منذ بدء العدوان والتدمير لغزة فلا هو قضي على المقاومة الفلسطينية عموما ومنظمة حماس خصوصا ولا حرر أسراه اليهود بالقوة العسكرية بل من خلال المفاوضات مع حماس.
كما أنه حارب المقاومة الفلسطينية بشتى أنواع الأسلحة وأحدثها برا وجوا وبحرا لأكثر من خمسة عشر شهر وتلقت دعما أمريكيا وأوربيا لا محدود في خلال هذه الحرب للقضاء على الفلسطينيين والقضية الفلسطينية بالكامل.
الأن يظن ترامب أنه سيمنح إسرائيل انتصارا مريحا لها بتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية قسرا إلى مصر والأردن وما فشلت فيه إسرائيل بالقوة ينفذه بالتهديدات ويغير الشرق الأوسط كله بهذا القرار حيث تتوسع إسرائيل التي يراها أنها تستحق أن تتوسع ويبدأ تنفيذ مشروع أمريكا بربط الهند بأوروبا مرورا بالسعودية والأردن وإسرائيل وحفر قناة بن جوريون للاستغناء عن قناة السويس.
الموقف المصري القاطع الحازم برفض تهجير الفلسطينيين قلب كل الموازين وكشف للعالم كله أن إرادة مصر لا تخضع للإرهاب ولا تعرف الخوف قولا وفعلا وتغيرت معادلات الشرق الأوسط كله بمجرد نشر وانتشار الجيش المصري في سيناء على الحدود مع الكيان الصهيوني وهو ما لم يحدث منذ احتلال فلسطين عام ١٩٤٨.
وهو ما يعني أن قيام الحرب بين مصر وإسرائيل لن تكون على الأراضي المصرية كما حدث في الحروب السابقة في ١٩٥٦ ويونية ١٩٦٧ واكتوبر ١٩٧٣ بل ستكون على الأراضي الفلسطينية المحتلة وهو تغيير استراتيجي يحدث لأول مرة في تاريخ الصراع بين الجيش المصري والصهيوني.
كما أن عنصر المفاجأة ليس واردا لأن الجيش والشعب المصري يراقبان على مدار اللحظة ما يدور في الشرق الأوسط كله و في أمريكا نفسها، بالإضافة الي ان العقوبات الأمريكية علي مصر بقطع المعونات العسكرية لن تكون عقوبات ذات جدوي لأن الجيش المصري تغيرت تركيبة السلاح لديه من خلال تطبيق سياسة تنوع مصادر السلاح و ليس السلاح الأمريكي فقط كما كان سابقا إلي جانب أن تطوير صناعة السلاح المصري تجري علي قدم و ساق.
ترامب و خلال الشهر الأول لحكمه اشاع الرعب في أوروبا و كندا و بنما و المكسيك و كولومبيا ونيوزلاندا فهو يريد ضم كندا بالكامل الي الولايات المتحدة الأمريكية و ضم قناة بنما بالقوة و جزيرة جرينلاند من نيوزلاندا لأن لها أهمية عسكرية لأمريكا علي حد زعمه وبدأ في طرد المهاجرين المكسيك و الكولومبيين الي بلادهم بالقوة و يضغط علي كل دول أوروبا لترفع حجم الإنفاق العسكري الي ٥% من دخل الدول الأوربية و شراء الأسلحة الأمريكية بشكل أكبر كما أنه يهدد الصين و كندا بفرض الجمارك علي كل منتجاتهما التي يتم تصديرها لأمريكا .
إجراءات وقرارات ترامب تسببت في حالة ارتباك على المستوي العالمي ولكنها وضعت الشرق الأوسط على صفيح ساخن ولكن الضغوط الأمريكية الهائلة على مصر و الأردن لصالح الكيان الصهيوني لن تفلح بإذن الله في تغيير الأوضاع و لكنها أيضا اختبار أخير لدول الخليج هل سيكونون معنا أم أن السيطرة الأمريكية و الصهيونية عليهم ستمنعهم من الوقوف مع مصر و فلسطين و الأردن.. هذا ما سنري في الأيام القليلة القادمة.