سُئل أحد الحكماء عن أسباب فساد العقل فقال: إن العقل يفسد عندما يمنح الكرم لمن لا يستحقه، لأن هذا الفعل يوهم ذلك الشخص بأنه أحق بالمكانة التي يتطلع إليها. فهذه من صفات «اللئيم العاجز»، الذي يقترب منك متظاهراً بالنصيحة، ولكنه في الحقيقة يضمر الخداع والحاجة للتقرب منك.
وعندما ينال ما يريد، يصبح كالكلب المسعور الذي يقف مقيداً ما دامت القيود تحكمه، ولكن إذا أطلقت له العنان، لن يتردد في إيذاء الجميع بلا تمييز.
لذا، علينا الحذر وتوخي الحِكمة في التعامل مع هذه الأنواع من الأشخاص. فاعلم أيها المغرور أنك لا تستطيع ترويض الأفاعي، لأن محاولتك قد تنتهي بكونك أول من يسقط بفعل سُمها. ولا تكن كالفيل الهائج الذي يدمر كل شيء في طريقه بلا تفكير إذا مسه ضرر.
عندئذٍ سأله أحد التلاميذ: وكيف يمكننا التمييز بين الناس؟ أجاب الحكيم: خير الأشخاص هو أقلهم قولاً في النصيحة إلا عند الحاجة، وخير الأعمال هو الذي يحمل أجمل العواقب، وخير النساء هي تلك التي توافق زوجها، وخير الثناء هو ما يصدر من أفواه الأخيار، وخير الأصدقاء هو من لا يدخل في خصام، وخير الأغنياء هو من لا تُسيطر عليه شهوة الحرص، وخير الكلام هو الصدق.
وبهذه البساطة يمكنك التمييز بين اللئيم الشريف وبين الصالح والمخلص العظيم.
وأختتم الحكيم حديثه قائلاً: إذا أردت أن تعرف أخلاق شخص، فانظر إلى القوم الذين يحيطون به.
لم نقصد أحداً