تمر المنطقة العربية بمرحلة دقيقة تعكس التباين الواضح في العلاقات بين الدول العربية، والتي على الرغم من امتلاكها مقومات مشتركة تجمعها، تحولت خلافاتها للأسف إلى صراعات متفاقمة.
يبدو أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا التباين هو الاختلاف في الأنظمة السياسية بين دول المنطقة. فعدد كبير من هذه الدول يعتمد أنظمة حكم غير ديمقراطية، حيث تتركز السلطة في يد شخص واحد دون وجود برلمان حقيقي أو وزراء فعّالين، مع غلبة الاعتبارات القائمة على الولاء الشخصي عند اختيار المسؤولين بدلاً من الكفاءة.
هذه الأنظمة شعرت بحالة من القلق الشديد إزاء ثورات الربيع العربي، فعملت بكل الطرق لإفشال تلك التجارب. سعت إلى تصوير الحكومات التي جاءت بعد الثورات على أنها عاجزة عن قيادة دولها نحو الاستقرار والتطوير، وذلك في محاولة منها لمنع امتداد موجة التغيير إلى أراضيها.
كان الحكام في تلك الدول يدركون جيداً أن نجاح هذه الثورات قد يدفع شعوبهم إلى المطالبة بما طالبت به شعوب الربيع العربي، وهو ما يهدد بفقدانهم للسلطة والثروات والنفوذ.
نتيجة لذلك، عانت كثير من دول المنطقة من انتشار الفوضى بعد تجارب الربيع العربي، حيث تم تجاوز كل قيم الإنسانية وروابط الدين والأرض المشتركة التي تجمع شعوب المنطقة.
وكل ذلك حدث بالتواطؤ مع قوى دولية تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة عبر إبقاء المنطقة على حالتها الراهنة.
لم نقصد أحداً