يشهد السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، حيث أدى الصراع المستمر إلى تدهور الأوضاع المعيشية لملايين المواطنين.
الاشتباكات المسلحة بين الأطراف المتنازعة تسببت في موجات نزوح جماعي، وانعدام الأمن الغذائي، وانتشار الأوبئة، إضافة إلى انهيار شبه كامل للبنية التحتية الحيوية.
أدت العمليات العسكرية والقصف العشوائي إلى تدمير واسع للمرافق الصحية والتعليمية. وتشير التقارير إلى أن أكثر من 70% من المستشفيات في مناطق الصراع باتت خارج الخدمة بسبب الاستهداف المباشر أو نقص الإمدادات الطبية والكوادر الصحية.
كما تعرضت المدارس للقصف أو أصبحت ملاجئ للنازحين، مما أدى إلى انقطاع ملايين الأطفال عن التعليم.
البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه والطرق، تعرضت لدمار واسع، مما أدى إلى تفاقم معاناة السكان. فقد تسبب انهيار منظومات الصرف الصحي والمياه النقية في انتشار الأوبئة، مما يهدد حياة آلاف الأطفال وكبار السن.
وفقًا لأحدث التقارير الدولية فقد تسبب الحرب في وقوع أكثر من 10,000 قتيل منذ اندلاع النزاع، وأكثر من 8 ملايين نازح داخل السودان وخارجه، و17 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، و70% من المنشآت الصحية خارج الخدمة، وانقطاع التعليم لأكثر من 12 مليون طفل.
الوضع الراهن في السودان يزداد سوءًا مع استمرار القتال، حيث باتت العاصمة الخرطوم ومدن أخرى ساحات معارك مفتوحة، فيما يعاني المدنيون من نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية.
وعلى الرغم من جهود بعض المنظمات الإنسانية، فإن استمرار العنف يعرقل عمليات الإغاثة، مما يزيد من تعقيد الأزمة.
من جانبها لم تدخر مصر جهدًا في دعم السودان، سواء من خلال تقديم المساعدات الإنسانية أو استقبال اللاجئين. فقد قامت القاهرة بإرسال شحنات إغاثية ضخمة تضم مواد غذائية وأدوية، كما فتحت المستشفيات المصرية أبوابها لعلاج المصابين. بالإضافة إلى ذلك، لعبت مصر دورًا دبلوماسيًا في محاولة التوسط لوقف إطلاق النار وحل الأزمة عبر القنوات السياسية.
أمام هذه الكارثة الإنسانية، يجب أن يكون هناك تحرك عاجل وفعال من الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، وذلك للعمل على عدة محاور أهمها
* وقف الحرب فورًا: ممارسة ضغوط دبلوماسية على الأطراف المتنازعة لوقف إطلاق النار فورًا.
* زيادة المساعدات الإنسانية: تكثيف إرسال المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية إلى المناطق المنكوبة.
* دعم اللاجئين: تسهيل استقبال اللاجئين وتوفير أماكن آمنة لهم داخل الدول المجاورة.
* إعادة إعمار البنية التحتية: إطلاق مبادرات لإعادة تأهيل المستشفيات والمدارس والبنية التحتية الحيوية.
* محاسبة المتسببين في الكارثة: دعم جهود العدالة الدولية لمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والانتهاكات بحق المدنيين.
باختصار.. الأزمة في السودان لم تعد مجرد شأن داخلي، بل أصبحت تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، مما يستدعي تحركًا سريعًا لإنقاذ ملايين الأرواح ومنع مزيد من التدهور.