ما يجري في المنطقة العربية اليوم يعكس صراعًا واضحًا بين فكرة الوحدة العربية والفكر الأممي الذي يروّج له بعض الجماعات باستخدام العنف لتحقيق أهدافهم.
هؤلاء يصرّون على تقسيم العالم إلى «دار سلم» حيث يعيش المسلمون وفق تفسيرهم الخاص، و«دار حرب» تضم كل من يختلف معهم، بما في ذلك المسلمين الذين لا يطبقون رؤيتهم لشرع الله.
هذه الجماعات تُعد ألدّ أعداء الوحدة العربية، حيث أنهم يرفضون الروابط التي تجمع البشر على أساس الأرض المشتركة واللغة، مصرّين على أن الدين هو الحاسم في تحديد الانتماء.
في المقابل، يرى القوميون العرب والداعون للوحدة أن الاختلافات الدينية أو العرقية لا يجب أن تكون عائقًا أمام تكوين كيان عربي موحد.
جاءت الثورة المصرية عام 1919 لتطرح شعارًا شهيرًا «الدين لله والوطن للجميع»، وهو شعار يعكس روح التعايش بين المسلمين والأقباط، ويعبّر عن هذه الفكرة قول مكرم عبيد: «مصر ليست وطنًا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا».
كما دعا في عبارة أخرى إلى وحدة الصف قائلاً: «اللهم يا رب المسلمين والنصارى اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصارًا، واجعلنا نحن نصارى لك وللوطن مسلمين».
الجماعات التي تتبنى الفكر الأممي استهدفت كل دعوة لاستقرار الأمة العربية، وأسقطت دولًا كانت تسعى للوحدة مثل العراق وسوريا، مما يؤكد أن حربهم موجهة ضد أي مشروع لا يتماشى مع رؤيتهم الضيقة. والأمل يبقى أن تُحفظ هذه الأوطان من كل خطر يهدد تنوعها ووحدتها.
لم نقصد أحداً