بعد اهتزاز جميع النظريات السياسية الغربية المتعلقة بتطور التاريخ البشري، وبعد التقدم الكبير في مختلف العلوم والاستقرار السياسي الذي شهدته تلك الدول وأنظمتها الديمقراطية، جاءت هذه الاضطرابات نتيجة الهجوم العكسي لليمين المتطرف على مؤسسات الحكم.
هذا الهجوم كشف هشاشة تلك الأنظمة وأسقط ما كانوا يتفاخرون به من قيم المساواة بين الرجل والمرأة وبين الغني والفقير، مما أظهر حقيقة تلك النظريات وعرض الأنظمة الليبرالية في تلك الدول لخطر حقيقي.
لا أحد يستطيع التنبؤ بمآلات هذه الأزمة، خاصة بعد الفترة التي أعقبت نجاح الرئيس الأمريكي ترامب وصعوده إلى رأس الحكم في الولايات المتحدة.
الجميع ما زال يتذكر حادثة اقتحام أنصاره للكونجرس الأمريكي، أهم مؤسسة تشريعية في البلاد، عام 2021، وهي الحادثة التي عرّت بوضوح الأزمة العميقة التي تعيشها هذه الأنظمة واهتزاز استقرارها الداخلي.
لا شك أن هذه الاضطرابات ستترك أثرها على اليمين العربي الذي يعيش أزمته الممتدة منذ «وعد بلفور»، وهو يمين ينجح دائماً في إعادة إنتاج نفسه بأشكال مختلفة كلما حاولت الأزمات طمسه.
آخر مظاهره كان الالتفاف حول ما يحدث في سوريا. ومع ذلك، يبقى الخاسر الأكبر دائماً هو شعوب المنطقة.
لم نقصد أحداً