يقال إن العرب تركوا لنا حكماً وأمثالاً نبعت من تجاربهم، ومنها المثل: «من أشعل النار لا يضيق من دخانها». هذا المثل لا يزال متداولاً بيننا اليوم، وتجسده العديد من الوقائع في حياتنا.
من أبرز الأمثلة الحديثة التي يمكن الإشارة إليها هو حال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي، منذ توليه منصبه، أثار الكثير من الجدل بتصريحاته المتكررة وغير التقليدية التي طالت القريب والبعيد، العدو والصديق على حد سواء.
فعلى سبيل المثال، أثار ترامب جدلاً حين تحدث عن كندا، جارة الولايات المتحدة الشمالية التي تشترك معها في حدود طويلة ومصالح اقتصادية وثيقة، قائلاً إن كندا يجب أن تصبح ولاية أمريكية.
ليس ذلك فحسب، بل فرض عليها رسوماً جمركية أثرت بشكل كبير على اقتصادها القائم إلى حد كبير على التعامل التجاري مع الولايات المتحدة.
ثم حوّل اهتمامه جنوباً إلى بنما، وصرح بأن على الولايات المتحدة أن تسيطر على قناة بنما – الممر المائي الدولي الذي يربط المحيط الهادئ بالأطلسي – لمنع الصين من استخدامها ولإضعاف قدرتها التجارية.
أما في أوروبا، فقد طالب أوكرانيا بسداد تكلفة الأسلحة التي حصلت عليها خلال حربها مع روسيا، ودعا الدول الأوروبية إلى زيادة مساهماتها المالية في ميزانية حلف الناتو. وأما إيران، فقد استمر في الضغط عليها مطالباً بوقف برنامجها النووي.
وبالنظر إلى هذه التصريحات والمواقف، ليس من الغريب أن تصدر عنه آراء مستفزة تتعلق بقضايا الشرق الأوسط، بما في ذلك تصريحاته حول غزة والعرب. فهو مثال حيّ على حقيقة أن اللعب بالنار لا يحرق صاحبه فقط، بل يمتد أثره إلى من يتبعه أو يتأثر به.
لم نقصد أحداً