نشر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي النص الكامل للبيان المشترك بين مصر وإسبانيا، الذي صدر في ختام زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة مدريد.
خلال زيارة رئيس جمهورية مصر العربية إلى مملكة إسبانيا في 19 فبراير 2025، توصل رئيس جمهورية مصر العربية ورئيس حكومة مملكة إسبانيا، بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها السيد الرئيس إلى مدريد، والمشار إليهما فيما يلي بـ «الطرفين»، إلى عدد من الاتفاقات والمواقف المشتركة، وهي كالتالي:
العلاقات الأورو-متوسطية
في ظل التحديات غير المسبوقة التي تواجه منطقة المتوسط، ومع اقتراب الذكرى الثلاثين لعملية برشلونة، أكد الطرفان التزامهما بتحويل المنطقة إلى مساحة للسلام والاستقرار والازدهار المشترك. ولهذا الهدف، اتفقا على تعزيز الشراكة الإقليمية ودعم مؤسساتها، بالإضافة إلى تعزيز الحوار السياسي والتعاون في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والنقل والهجرة والزراعة والثقافة، مع التركيز على العدالة والأمن.
عملية السلام في الشرق الأوسط
أعرب الطرفان عن قلقهما العميق حيال الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط وما تحمله من مخاطر تمتد آثارها على المنطقة والعالم. كما رحبا بوقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن، وتقديرا دور مصر البارز كوسيط وضامن لهذا الاتفاق.
أكد الطرفان ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار وجعله دائمًا بهدف توزيع واسع النطاق للمساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح بقية الرهائن. وشددا على دعم السلطة الفلسطينية لدورها في توفير الخدمات الأساسية وإعادة الأمن إلى غزة تمهيدًا لإعادة الإعمار.
جدد الطرفان التأكيد على حق الفلسطينيين في البقاء بأراضيهم ورفضهما المستمر لأي محاولة تهجير لهم لدول الجوار. وأشارا إلى أهمية الجهود الدولية لتحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع عبر زيادة المساعدات والالتزام بإعادة إعمار غزة دون المساس بحقوق السكان المحليين.
شدد الطرفان على دعم وكالة الأونروا بصفتها ركيزة أساسية للعمل الإنساني في فلسطين، وأثنى الجانب المصري على دعم إسبانيا المستمر للوكالة ودورها الفاعل عالميًا.
أقر الطرفان بأهمية الالتزام بحل الدولتين على أساس حدود 4 يونيو 1967، مع الدعوة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام وأمن بجوار إسرائيل. كما أشادت مصر بقرار إسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين واعتبرته مساهمة هامة لتحقيق السلام والاستقرار الإقليمي.
لبنان
أكد الطرفان ضرورة العمل على تخفيف التوتر وإقرار وقف دائم للأعمال العدائية في لبنان. ودعوا جميع الأطراف للالتزام بقرارات وقف إطلاق النار، بما يشمل انسحاب القوات الإسرائيلية وإعادة انتشار الجيش اللبناني.
أعربت مصر عن تقديرها لمشاركة إسبانيا المستمرة في قوات الأمم المتحدة (يونيفيل) منذ عام 2006، وأكدت أهمية دعم جهود إعادة انتشار القوات المسلحة اللبنانية جنوب البلاد.
رحب الجانبان بانتخاب الرئيس اللبناني الجديد وتعيين رئيس للوزراء، اعتبرا هذه الخطوات حاسمة لتعزيز دور مؤسسات الدولة وتلبية تطلعات الشعب اللبناني.
سوريا
شدد الطرفان على أهمية عملية انتقال سياسي سلمية وشاملة في سوريا بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254.
أكدا التزامهما بدعم الشعب السوري وتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية مع العمل على مكافحة الإرهاب. وأشارا إلى ضرورة تهيئة ظروف ملائمة تضمن العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين وفق معايير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
دعا الطرفان إلى احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي سوريا ورفض أي انتهاك للقانون الدولي.
شدد الجانبان على ضرورة الحفاظ على المكاسب المحققة في الحرب ضد تنظيم داعش، الذي لا يزال يشكل تهديداً كبيراً للأمن والسلم الدوليين. كما أكدا على أهمية ضمان عدم تحول سوريا إلى ملاذ آمن للإرهابيين والجماعات المتطرفة، أو مصدر تهديد للدول المجاورة والمنطقة بأكملها.
تضمنت هذه الاتفاقات والمواقف رؤية مشتركة للعمل المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية التي باتت تشكل عبئًا على أمن واستقرار المنطقة ككل.
ليبيا
أبدى الطرفان ترحيبهما بمساعي اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) الرامية إلى توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية الليبية. وأكدا أهمية إحراز تقدم على المستويين السياسي والأمني، بما في ذلك انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.
أكد الطرفان ضرورة تشكيل سلطة تنفيذية جديدة موحدة في ليبيا، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن، تحت قيادة ليبية خالصة للعملية السياسية دون تدخل خارجي.
أفريقيا وأمن البحر الأحمر
أعربت مصر وأسبانيا عن التزامهما بمواصلة التعاون القائم في قضايا الأمن الغذائي والمائي، وشددا على أهمية التعاون العابر للحدود في مجال المياه وفقاً للقانون الدولي.
أكد الطرفان أهمية تحقيق الاستقرار في القارة الأفريقية، مع التركيز على منطقتي الساحل والقرن الأفريقي، لما لهما من أهمية استراتيجية بالنسبة للبلدين.
توافق الطرفان على ضرورة الحفاظ على سلامة حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر باعتباره ممراً حيوياً للتجارة العالمية، وارتباطه المباشر بقناة السويس وسلاسل الإمداد العالمية.
السودان
أعربت إسبانيا عن تقديرها للجهود التي تبذلها مصر لتحقيق الاستقرار في السودان. كما شدد الطرفان على أهمية الحفاظ على وحدة وسيادة السودان وسلامة مؤسساته الوطنية.
وأكدا ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة بقيادة وطنية سودانية خالصة دون أي تدخلات خارجية، بما يحقق الطموحات الديمقراطية للشعب السوداني.
دعا الطرفان الدول والمنظمات المانحة إلى تنفيذ تعهداتها التي أُعلنت في مؤتمري المانحين بجنيف (يونيو 2023) وباريس (أبريل 2024)، بهدف دعم السودان والدول المجاورة التي تستضيف النازحين جراء الحرب.
كما شددا على ضرورة تقاسم الأعباء والمسؤوليات لسد العجز التمويلي الذي يقدر بحوالي 70% من إجمالي التعهدات.