أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة التهجير القسري للشعب الفلسطيني يكشف قوة الموقف المصري، ويعد انتصارًا للدبلوماسية المصرية التي وقفت ضد هذا المخطط الرامي إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل واضح.
وأشار إلى أن مصر رفضت هذه الخطة منذ بداية الحرب واتخذت موقفًا تاريخيًا لمنع التهجير مع الدعوة للعودة إلى التفاوض السلمي، بعيدًا عن خيار الحرب الذي يحمّل المنطقة أعباء اقتصادية وسياسية ثقيلة وطويلة الأمد.
وأضاف أن تراجع ترامب يسلط الضوء على ضعف رؤيته وتناقض نهجه في معالجة الأزمات العالمية.
وأوضح أن أسلوبه الانفعالي يفاقم الأزمات الدولية ويهدد استقرار المنطقة، مستشهدًا بمواقفه الأخيرة تجاه غزة التي اتسمت بالتحيز السافر للكيان الصهيوني متجاهلًا مبادئ حقوق الإنسان الأساسية.
وقال أن ترامب أغفل جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة بحق الفلسطينيين، بينما ركز على استنكار موقف حماس من قضية الأسرى الإسرائيليين، رغم تصريحات حماس التي دحضت تلك الاتهامات.
وأشار إلى أن مصر لعبت دورًا تاريخيًا في دعم القضية الفلسطينية ولم تدخر جهدًا في مساندة الشعب الفلسطيني، خاصة في الأوقات العصيبة. وبينما شجبت مصر العدوان على غزة وأصرت على تمرير المساعدات عبر معبر رفح برغم التعنت الإسرائيلي، فإنها نجحت أيضًا في التوسط للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بعد أشهر من العدوان، محققة تقدمًا ملموسًا لتخفيف معاناة الأبرياء ودعم الاستقرار.
وأكد الدكتور جمال أبو الفتوح، أن مصر ترفض بشكل قاطع مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني، لما له من تداعيات خطيرة تتعلق بتصفية القضية الفلسطينية وخلق نكبة جديدة تهدد الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح أن القاهرة واجهت ضغوطًا كبيرة من أجل تنفيذ هذا المخطط، لكنها تمسكت بموقفها الراسخ ووحدت الصف العربي، مشددًا على حرص مصر والأردن على الحفاظ على استقرار المنطقة ومنع زعزعة أمنها.