مع حلول شهر رمضان الكريم، شهر الخير والبركة، نتمنى أن يعم الخير على الجميع. إنه شهر يتسابق فيه الناس لفعل الخير، وتمتد فيه موائد الرحمن بأيدي الطيبين الذين يسعون لتقديم العون للمحتاجين طوال هذا الشهر المبارك. ومع ذلك، يبدو أن هذا العام سيشهد زيادة في أعداد المحتاجين للطعام، وهم أولئك الذين لا يجدون ما يكفيهم طوال العام. هؤلاء يستحقون منا كل تقدير ودعوة صادقة بالخير والبركة.
على الجانب الآخر، نجد من يشككون في نوايا القائمين على هذه الأعمال الطيبة. فهناك من يتساءل عن غياب هؤلاء طوال العام وكأن مساعدة المحتاجين تقتصر على شهر واحد فقط، وآخر يروج لفكرة أن الأموال المستخدمة «غير طيبة»، أو أن الأمر كله مجرد استعراض للظهور بمظهر البذل والعطاء.
لكن الحقيقة التي يجب أن نتفكر فيها هي أن الفعل الطيب يظل طيبًا، بغض النظر عن نية صاحبه. النوايا أمرها موكول لله وحده، أما البطون الخاوية فلا يعنيها سوى الرغيف الذي يسد جوعها. وحتى لو كانت تلك الأعمال مقصورة على شهر رمضان أو نُفذت بنية قد لا ترضي البعض، فالنتيجة هي مساعدة المحتاجين، وهو ما يعكس جوهر الرحمة والمحبة في هذا الشهر.
ربما كان الأجدى بهؤلاء المنتقدين أن يسألوا أنفسهم: كيف يمكننا أن نوفر الطعام للمحتاجين طوال العام؟ فبدلاً من التركيز على دوافع الأشخاص الذين يقدمون هذه المساعدات، يجب أن نتجه نحو البحث عن حلول مستدامة لتلبية حاجات الفقراء. إنها في النهاية مسئولية أولي الأمر أكثر مما هي مسئولية أصحاب المال.
لم نقصد أحداً !!