ازدادت المكانة القيادية للولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث شاركت مع الحلفاء المنتصرين في إنشاء نظام عالمي جديد لإدارة شؤون العالم.
وتمكنت أمريكا من فرض سيطرتها على هذا النظام بفضل تركيزها على الحقيقة الجوهرية في السياسة، والمتمثلة في تفوقها العسكري الهائل، بما في ذلك امتلاكها للأسلحة النووية التي لعبت دورًا كبيرًا في تحقيق انتصارها وإنهاء الحرب.
كان الهدف المعلن من إنشاء منظمات مثل الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها هو تحسين العلاقات بين الدول والعمل على تحقيق الحد الأدنى من التفاهم الضروري لحل القضايا التي تحدد مصير العالم، أي بصورة أوضح، منع وقوع الحروب.
وانضمت معظم دول العالم إلى هذه المنظمات، معتقدة أنها تشبه ركاب سفينة مشتركة، وهي الأرض، التي لا يمكن السماح لأي طرف بتحطيمها لأن ذلك سيضر بالجميع. ومع ذلك، فإن المشهد العالمي الحالي يعكس تناقضات واضحة تشير إلى أن تلك المنظمات باتت على شفا الانهيار، بعد أن أخفقت في تحقيق السلام، وساهمت في تعميق الصراعات وزرع الفرقة بين الشعوب.
هذه التحولات التي يشهدها عالمنا اليوم تمثل دلائل على أن انهيار تلك المنظمات ليس سوى بداية لانهيار الدول التي أسستها بسبب مخالفتها للمبادئ التي قامت عليها. وليدرك العالم أن من يحاول قهر الحق سيجد الحق قادرًا على التغلب عليه.