يشير النص إلى المفهوم الذي يكمن خلف تسمية الأشياء أو الأحداث بطريقة ترمز بوضوح إلى معانيها ودلالاتها. وعندما يرتبط الاسم بعمل معيّن، فإنه يعكس صفات هذا الاسم بصورة مباشرة على العمل ذاته.
ومن هذا المنطلق، جاءت تسمية العملية التي نفّذتها فصائل المقاومة في غزة يوم 7 أكتوبر 2023 باسم «طوفان الأقصى». هذا الاختيار يتجاوز كونه مجرد اسم، ليعبّر عن معنى أعمق مرتبط بفكرة الطوفان الذي اجتاح الأرض في زمن النبي نوح، ذلك الحدث الذي ورد في كل الديانات السماوية والأساطير القديمة عندما جاء الطوفان ليطهر الأرض من الشر وأتباعه.
إن اختيار هذا الاسم للعملية يحمل رسالة واضحة في وقت كانت القضية الفلسطينية تتجه نحو التهميش والنسيان، خاصة مع موجة التطبيع العربي المتسارعة مع إسرائيل بأشكالها المختلفة.
هذا «الطوفان» جاء ليعيد تسليط الضوء على القضية الفلسطينية ويذكّر العالم بوجود شعب متمسك بحقوقه وقضيته. كما أنه حمل تحذيرًا للعالم العربي بأن ما يُرسم الآن يهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة السياسية في المنطقة بشكل يُقصي فلسطين والعديد من الدول الأخرى من مستقبلها السياسي.
من هنا، يمكن تفسير العملية على أنها إعلان مواجهة ضد تلك المؤامرات، وتجسيد لفكر استراتيجي عميق خلف التنظيم. وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع الفكر الذي يقف خلف هذا العمل، لا يمكن إنكار القدرة على زعزعة التسلط ورفض الخضوع لمخططات تهمّش الحقوق والشعوب.
أما اسم «الأقصى»، فهو يحمل دلالة راسخة تُذكّر بقيمة هذا المكان المقدس لجميع الأديان، كونه مهد الرسالات السماوية ومنه كان معراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم.