استيقظ العالم في الثاني من أبريل الحالي على زلزال اقتصادي قادم من أمريكا.. الزلزال ضرب 180 دولة وفي اعتقادي أنه كان بمقياس 8 ريختر أي أنه كان مدمرا.
الزلزال كان صناعة بشرية على وزن فيروس كورونا إذا صدقت الرواية التي قالت إنه صناعة بشرية تم تخليقه داخل المعامل باستخدام نظريات علمية معقدة.
الزلزال القادم من أمريكا له توابع وهزات عنيفة على مدار الساعة ولم تتوقف بعد حتى أن بعض الخبراء قالوا إن هذه التوابع والهزات ربما تستمر فترة طويلة.
الزلزال الاقتصادي من صناعة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من مستشاريه الاقتصاديين في البيت الأبيض.. ورغم أن الرئيس الأمريكي لديه خبرة اقتصادية محدودة لكونه تاجر عقارات لا أكثر ولا أقل.. إلا أنه يمتلك شجاعة اتخاذ القرارات الصعبة حتى لو كانت ضد المنطق ولا تستند لأي حقائق ولا قواعد حاكمة.
وهذا بالضبط المنطق الذي يحكم به ترامب سواء في الداخل الأمريكي أو في العلاقات الدولية على أساس أن الولايات المتحدة أكبر دولة في العالم وهي بمثابة رئيس مجلس إدارة العالم أيضا.
الزلزال الأمريكي ضرب كل شيء في العالم أسواق المال.. أسواق النفط.. الدولار.. الذهب.. المعادن.. الصناعات بمختلف أنواعها الثقيلة منها والخفيفة.. الصادرات والواردات.. التجارة والصناعة والاستثمار.. الشركات العملاقة والناشئة.. المليارديرات وأصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين والتجار والعمال.. إنه زلزال مخيف ضرب كل شيء بلا رحمة ولا هوادة.. لأنها باختصار رسوم جمركية شاملة ومتصاعدة وقاسية وسيكون لها آثار مدمرة على أمريكا نفسها كما قال جيروم باول رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ما فعله ترامب كشف هشاشة النظام الاقتصادي العالمي، وكشف عورات الدول الكبرى، وبرهن بما لا يدع مجالا للشك على أن اقتصاد هذا العالم هو اقتصاد هش وهلامي يهتز ويتأرجح ويسقط وينبطح أمام شخص واحد استيقظ من نومه ليطبق فكرة نصحه بها أحد مستشاريه.
إلى هذا الحد يعتمد اقتصاد العالم على دولة وشخص يرأس هذه الدولة.. إلى هذا الحد فشل قادة العالم على مدار سنوات طويلة في خلق تحالفات وكيانات اقتصادية قوية تستطيع أن تحمي الدول من سطوة دولة مثل الولايات المتحدة.
صحيح أن القادة والمفكرين والخبراء الاقتصاديين في ذهول مما فعله هذا الرجل وأولهم الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما الذي أعرب عن قلقه مما يفعله ترامب.. إلا أن الواقع شيء آخر.. أكثر من 70 دولة تتفاوض مع ترامب لخفض الرسوم الجمركية الجديدة والرجل لا يمانع لكنه يريد تحقيق مكاسب مقابل هذا الخفض سواء كانت سياسية أو اقتصادية.
باختصار.. نحن في حاجة إلى نظام اقتصادي عالمي جديد، وإلى تكتلات وكيانات اقتصادية جديدة تستطيع أن تحمي اقتصاديات الدول من أي صدمات.. نحن في حاجة إلى البحث عن بدائل للدولار فلا يصح أبدا أن يعتمد اقتصاد العالم بأكمله على عملة واحدة فقط. فهل يستيقظ قادة العالم قبل فوات الأوان.