تواجه بعض المهن خطر الانقراض بسبب عدم تجديد الكوادر العاملة فيها. فقد اختفى من الورش ومحلات الحرفيين «الصبيان» الذين كانوا يتعلمون تحت إشراف الأسطوات.
إذا تساءلت عن وجهتهم، تجد أن الكثير منهم اتجهوا للعمل مع التوكتوك نظراً للعائد المالي الأكبر مقارنة بما كانوا يحصلون عليه في الورش. هذه المشكلة لا تقتصر على الحرفيين فقط، بل تشمل أيضاً بعض المهن الحرة في بلدنا، حيث بات حديثو التخرج يتجنبون التدريب في المكاتب القانونية، ويفضلون الاكتفاء بعضوية النقابة بسبب قلة المكافآت المقدمة خلال فترة التدريب.
الكثير يواجهون نفس المصاعب، سواء كانوا من الصبيان أو الحرفيين أو حتى خريجي الجامعات وأصحاب المكاتب، والجميع مرهق بسبب ارتفاع معدل التضخم الذي يلتهم قيمة العملة.
باتت العائدات لا تكفي لتغطية تكاليف النقل أو الاحتياجات الأساسية. نتيجة لذلك، لا يوجد اهتمام بتجديد الكوادر في الحرف والمهن المختلفة، وهو وضع لا يُلام عليه أحد.
المجتمع يشبه كرة ثلج تتضخم باستمرار مما يزيد من خطورتها وتأثيرها، وما يحدث الآن هو تراكم مشاكل قد تؤدي إلى صدام وشيك يحطم كل شيء. التاريخ دائماً يحذر من عدم القدرة على تلبية احتياجات الأفراد المتعلقة بسبل العيش، وهذا له أثر مدمر على استقرار الدولة بأكملها. لذلك، يجب العمل بشكل جدي لخفض التكاليف وتقليل الأعباء قبل أن يؤدي انقراض المهن إلى تدهور المجتمع بأسره.