بالتأكيد، هناك من يتعاملون مع الدين وكأنه سلعة تجارية، فيسيئون استغلاله لتحقيق مكاسب شخصية. أصبح التمييز بين الصواب والخطأ أحيانًا أمرًا معقدًا بسبب مهارة هؤلاء في التأثير على مشاعر الناس باستخدام لغة جذابة وأساليب تخطف الانتباه. يقوم البعض بتزوير الحقائق واختلاق القصص ونشر الخرافات والأساطير لاستغلال الأبرياء، مما يعود عليهم بمكاسب كبيرة على حساب البسطاء.
هذه الظاهرة ليست مقتصرة على دين بعينه بل تظهر في مختلف الأديان، حيث يعد استغلال الدين تجارة مربحة وسهلة، لا تتطلب استثمارات مادية كبيرة، لكنها تعتمد على تفشي الجهل بين الأفراد.
يستغل هؤلاء حاجة الناس المتزايدة للشعور بالاقتراب من الله عن طريق العبادات، ويعرضون خدماتهم أو منتجاتهم عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل يواكب قوانين السوق مثل العرض والطلب والاحتكار وحتى المنافسة.
أحد أبرز المظاهر التي تعكس هذا السلوك هو شراء أشخاص أماكن معينة للصلاة في المساجد المقدسة كالحرم المكي، كما يروي البعض عن ثري يدفع لمن يجلس نيابة عنه في الصف الأول وكأن المقاعد تُباع وكأن أجر العبادة يمكن تخصيصه بهذا الشكل.
من الذي أقنعهم بأن الأجر مرتبط بالمكان وليس بالنية؟ مع الأسف، هناك من يشغل الناس بمظاهر زائفة ويصرف أنظارهم عن جوهر العبادة وطريقتها الصحيحة. فلا الخيام المكيفة أصدق من عابدٍ يستظل بظل الطبيعة، ولا الزيف يدوم طويلاً أمام من يبحث عن الحقيقة بصدق وإخلاص.