السياسة التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتجلى في قراراته بفرض رسوم جمركية مرتفعة بهدف حماية الصناعات الأمريكية من المنافسة مع الدول التي تصدر منتجاتها إلى الولايات المتحدة بأسعار أقل، وغالبًا ما تكون ذات جودة أفضل.
يرى الرئيس أن هذه الرسوم ستحمي الصناعة، ولكن العديد من الاقتصاديين داخل وخارج أمريكا يعتبرون هذه القرارات كارثية للاقتصادين الأمريكي والعالمي. ويشيرون إلى تجربة منتصف القرن الماضي حينما انهارت كل شيء فجأة خلال الأزمة الكبرى التي شهدتها البورصة، وأصبحت تُعرف بـ«الخميس الأسود».
في بضعة أيام فقد المال قيمته، وتحول الازدهار الأمريكي إلى وهم، وأغلقت المصانع والبنوك. ويرجع العديد من الخبراء تلك الأزمة إلى قرار الكونجرس بفرض رسوم على أكثر من 20 ألف سلعة تحت نفس الذريعة، مما أدى إلى نتائج كارثية وأسهم في انهيار الديمقراطية الألمانية وصعود الحزب النازي بقيادة هتلر للحكم، مما أطلق شرارة الحرب العالمية الثانية.
يؤكد هؤلاء الاقتصاديون أن أي أزمة عادة ما تنتج عن سوء إدارة من القادة الذين يبحثون عن التميز دون وعي أو دراسة متأنية لفعلاتهم. ونظرًا لهذه المخاوف، بدأ ترامب في تراجع بعض قراراته من خلال التأجيل أو تقديم استثناءات.