تهللت أسارير الإعلامي والباحث الصهيوني إيدي كوهين عندما شاهد مغني مصري ساقط يرتدي بدله رقص لا يرتديها إلا النساء ويرقص في حفل ماجن بالولايات المتحدة الأمريكية.
وجد كوهين في هذا الحدث ضالته خاصة أن هذا المغني الساقط رفع علم مصر وهو يرقص رقصته الماجنة.. ونشر كوهين كلمات خبيثة أراد بها أن يعمم هذا الفعل الذي ارتكبه هذا المغني على جيل بأكمله.
مارس كوهين هوايته بكل خبث وحاول النيل من جيل طاهر نقي يعتز بهويته ويكتب كل يوم قصة نجاح.. جيل سنتحدث عنه باستفاضة في هذه السلسلة حتى يعرف ذلك الصهيوني أن التعميم الذي ذهب إليه لا وجود له إلا في خياله المريض، وأن ما يتحدث عنه.. مجرد أضغاث أحلام.
قال كوهين وهو في حالة من النشوة والفرح تعقيبا على المشهد الذي ظهر به ذلك المغني الساقط: «أرتاح عندما أرى الجيل المصري الجديد».. كتب ذلك على صورة ومقطع فيديو نشره للمغني الساقط وهو يرتدي بدلة الرقص، ولم يتوقف كوهين عند هذا الحد.. بل أتبع ذلك بمنشور آخر على صورة للمغني الساقط أيضا، كتب فيه: «أيوه ارقصي يا…. وذكر اسم المغني الذي حذفته حفاظا على الذوق العام.. وأضاف كوهين قائلا أعشق هذا الجيل».
ولـ «كوهين» أقول.. إن ما فعله هذا الساقط هو سلوك فردي وأنه ومن على شاكلته مجرد شراذم متناثرة سرعان ما تتلاشى.. أما الذي يبقى فهم أبناء هذا الوطن جيلا بعد جيل يرفعون الراية خفاقة يحفظون للوطن حدوده ويصونون كرامته.. بالعلم والإيمان يحققون الأمجاد في كل مكان سواء في الداخل أو الخارج.
أما الشراذم ومنهم هذا المغني الساقط فإنني أقول لكوهين إن هذا أمر موجود في كل دول العالم.. وموجود عندكم بما لا يمثل جيلا بل أجيال متعاقبة.. وهذا الأمر ليس بجديد علينا.
ففي القرن الـ 18 في عهد مؤسس مصر الحديثة محمد على باشا ظهرت شراذم من هذا النوع وكان يطلق عليهم أوصاف معروفة أستحيي أن أذكرها هنا.. هؤلاء الشراذم ظهروا عندما تم نفي الراقصات خارج مدينة القاهرة بناء على ضغط مشايخ الأزهر، وأصدر محمد على باشا قرارًا بهذا.
وساد تساؤل وقتها إلى أين ستذهب هؤلاء النساء، وكان القرار بسفرهن جميعًا إلى الصعيد ومن تظل في القاهرة يتم رميها في النيل.. وصارت القاهرة بلا راقصات ولذلك ظهر هؤلاء الشراذم وهم يؤدون رقصات مرتدين ملابس نسائية.
كان هؤلاء الشراذم يقلدون «الغوازي» في رقصاتهم، ويرتدون ملابس تجمع بين الطابعين الذكوري والأنثوي.
لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ سقط هؤلاء الشراذم في الوحل وبقيت مصر.. وبقي مؤسس مصر الحديثة.. بقي جيش مصر الذي أسسه محمد على والذي يسبب لكم الرعب ليل نهار.. بقي الأسطول الحربي القوي المسلح بالمدافع.. بقيت المعاهد العليا التي كانت منارة وأساس النهضة التعليمية في مصر.. بقيت النهضة الزراعية والترع والجسور والقناطر.. بقيت النهضة الصناعية التي ساهمت في بناء مصر الحديثة.. بقيت النهضة العمرانية شاهدة على حضارة مصر وقدمها.
هذا ما بقي.. وهذا ما حدث عندنا.. أما ما حدث عندكم فقد كان أمرا مختلفا.. صحيح أنكم كيان مغتصب لا أصل لكم ولا تاريخ.. لكن الحاضر الذي تعيشونه مهدد من الداخل بعد أن أصبح هؤلاء ال…… لا يمثلون جيلا واحدا.. بل أجيال متعاقبة بعد أن وصل عددهم إلى ما يقرب من 200 ألف.. وهذا ما سنتناوله في المقال القادم إن شاء الله.