غالبًا ما تُزعجني تلك النصيحة التي تأتي من أشخاص يظنون أنفسهم علماء دين عندما نتحدث عن نوايا الناس. يبدأ الشيخ في الخروج عن أُسس النُصح فيؤنب السائل، متناسيًا أن النصيحة يجب أن تكون بإحسان، والتأنيب غالبًا ما يكون إهانة ولوما.
للمنصوح حقوق يجب على الناصح احترامها، ومن أهمها أن تكون النصيحة بلطف، وفقًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا يُنزع من شيء إلا شانه».
لذلك، النصيحة الطيبة تعتبر معروفًا والنهي عن المنكر إذا تم بأسلوب غير سليم يصبح بنفسه منكرًا. وينبغي على الناصح أن يعمل بما ينصح ولا يتحدث دون معرفة.
من المهم إدراك أن النصيحة العلنية غالباً ما لا تُحقق الفائدة المرجوة وربما تضر بالسائل، حيث الهدف من النصيحة هو تحقيق منفعة بلا ضرر.
لا يحق للناصح التفتيش في النوايا، ويجب عليه احترام حدود الله وتذكير بما استقر في وجدان الناس من «درء المفاسد أولى من جلب المنافع».
لا يجوز مواجهة مفسدة بمفسدة أكبر من خلال فضح السائل أو إعلان السؤال على المنابر الإعلامية، حتى وإن أدعى استخدام كلام طيب.
استخدام التوبيخ المبالغ فيه وكلام قريب من السباب غير إنه ينافي الشرع. فما يقوله الناصح يبقى مجرد رأي يحتمل الصواب أو الخطأ. على الأقل ينبغي توضيح أن الفعل المبني على نية حسنة يكسب الشخص ثواب هذه النية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا