عباس الطرابيلي يكتب:
تعجبني تدخلات الرئيس السيسي، في المؤتمرات.. وبالذات أنه لا يريد أن يترك أي فرصة للتعقيب أو التوضيح.. أو الشرح والإضافة.. وكل ذلك لا يأتي من فراغ.
إنها «مفكرة الرئيس» أو بضع وريقات من الحجم الصغير. والقلم، إذ بمجرد أن يجلس في أي اجتماع عام يخرج عدة وريقات- بحجم الكف- وهات يا تسجيل. وبالذات عندما يكون المتحدث مسئولاً، ليحاسبه.. أو عالماً، ليعقب عليه.. أو تنفيذياً ليضيف، ويسأل، ويستوضح.. وفي كل هذه يريد أن يوضح للناس الحقيقة كاملة فيما يجري.
<< وهذا الأسلوب لم يتعوده المصري. ولقد عشت عصور ثلاثة من ملوك مصر.. وثمانية رؤساء. ولم أشهد مثل ما أشهده الآن. حتي عصر عبدالناصر كان يختزن في عقله. وكثيراً ما قمت بتغطية بعض لقاءات الرئيس عبدالناصر صحفياً، وأنا في أخبار اليوم، بيتي الأول الكبير، نعم كان يستمع جيداً.. وكان السادات يرد عفوياً.. ومبارك يركز بصره فيمن أمامه ليكتشف ما بداخله أما الرئيس السيسي، فهو دائماً ما يكتب، لا.. حتي لا ينسي، ولكن ليضيف ويشرح. وبالذات إذا كان المتحدث وكان الموضوع متعلقاً بالحاضر والمستقبل..
<< تري.. ما هو مصير هذه الأوراق الصغيرة التي يحرص الرئيس علي الاحتفاظ بها في جيبه الداخلي. هل يسلمها لمدير مكتبه اللواء عباس كامل ليحفظها ثم يقدمها للرئيس «عند اللزوم» أو ليستكمل ويتابع ما طرحه الرئيس.. وهذا من أهم ما أري الرئيس يحرص عليه.. بل هو ما يجعله يتابع جيداً أي مشروع وأي تطور فيه.. وهذا ما يرعب كل المسئولين.. أن يعرفوا أن الرئيس يتابع بنفسه كل ما يقول.. وربما ذلك نراه عندما سأل اللواء الوزير عن كيف دبر تكاليف مشروع ما.. ومن أين جاء بالزيادة في تمويله!!
<< ويعجبني- أكثر- أن تعبيرات عيون الرئيس.. وتعبيرات وجهه تكشف لنا نحن كل المصريين حرص الرئيس علي المتابعة، لأن غيابها كان من أبشع السلوكيات والأهم أن الرئيس يفرح مثلما نفرح. ويتألم كما نتألم.. ويحرص علي أن يعرف الشعب الحقيقة كاملة.. وبالذات فيما يتعلق بتدبير أموال تمويل أي مشروع.. ربما لأن الشعب يسأل دائماً، وعندما يعرف أن دولة شقيقة مدت لنا يد المساعدة أو قرضاً من الصندوق الدولي أو من أي منظمة دولية أو إقليمية.. فالناس تقول: أين تذهب كل هذه الأموال.. هنا يحرص الرئيس علي أن يقول الحقيقة المالية.. للناس..
<< ولكن: هل يحرص الرئيس- قبل أي اجتماع علي أن يدون في هذه الوريقات ما يريد أن يسأله للمسئول.. أم هي أسئلة «بنت اللحظة وفي يقيني أن الرئيس يكون في قمة السعادة إذا استمع إلي فكرة براقة أو لحظة أمل. وقد رأيت ذلك- عن قرب- في مؤتمر الشباب في شرم الشيخ.. ثم يوم السبت الماضي، يوم المؤتمر الشهري للشباب.. وبالذات عندما تكلم الخبراء والشباب معاً عن إمكانيات تطوير التعليم.. ثم عندما جاء الحديث عن أخلاق المصريين وكيف تطورت..
<< وأحسست- دون نفاق- أن الرئيس يعيش حقيقة كل «هموم المصريين» ولا أعرف كيف ينام.. ومتي يلتقي أسرته الصغيرة.. أم يا تري تشغله أسرته الكبيرة- أي كل الشعب المصري- عن أن ينام نوماً هانئاً..
وقولوها أنتم.. وكان الله في عون الرئيس.. واحفظ لنا مفكرته!!