بقلم – كمال عامر:
بدعوة من المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة قررت أن أشاهد مباراة منتخب مصر ومالى ضمن بطولة إفريقيا بالجابون مع شباب وأهالى حى الأسمرات بالمقطم.
متابعة المباريات وسط شباب عاشق للعبة وفاهم ومتحمس عملية تأتى ضمن بنود المتعة الكروية وخاصة إذا كانت المباراة مهمة للجماهير وعموم المصريين بشكل عام.
يظهر هذا الشغف الشعبى فى مبارايات البطولة الإفريقية التى يشارك فيها منتخب مصر.. أنظر حولى وأدقق فى وجوه الحاضرين.. شباب من سكان الحى بسطاء لا يملكون ٣٠٠٠ جنيه ثمن ديكودر وكارت الشركة صاحبة الحقوق، بل قد لا يتوافر لديهم مبلغ العشرين جنيها مقابل مشاهدة مباراة مصر ومالى على قهوه بلدى.
متعة المشاهدة فى هذا الجو تزداد وتجسدها الوجوه الفرحة والانفعالات التلقائية والإفيهات والصراخ والدفاع عن لاعب وسب آخر.
بعيدا عن نتيجة المباراة لم أستمع للفظ خارج ممن حضروا لمشاهدة اللقاء وحتى عندما لم يتوفر العدد اللازم من الكراسى للموجودين كان هناك سلوك حضارى وألفاظ مهذبة.. كنت أسال نفسى: هل الأخلاق مرتبطة بالمكان؟.
حى الأسمرات بالمقطم نموذج تسعى الدولة لتطبيقه كأماكن سكن للبسطاء من سكان العشوائيات أو القبور.. كنت أتصور أن تلك الفئات ستنتقل للسكن الجديد بما لديها من ثقافات أو سلوك بمعنى أن الطبع سيهزم كل مظاهر الجمال فى الإسكان الجديد لكن اتضح لى أن شباب وسكان الأسمرات هزموا كل الظروف المعاكسة فى حياتهم وأصروا على أن يندمجوا مع تغيرات المجتمع، والأهم أنهم فى حرب لصالح أسرهم من خلال تعاملهم مع الحياة الجديدة يتخلصون تدريجيا مما قد يشوه صورتهم. إنهم يسعون لكى يتطور حلم أولادهم للأفضل يتخلصون فيه من أى عادات أو سلوكيات قد تسىء إلى سمعتهم. سمعت عن سلوك سكان الأسمرات من مسئولين بعدة مناصب أجمعوا على أن السكان حريصون على أن تكون صورتهم نظيفة أمام المسئول ولو كان هناك خلافات عادة يقومون بحلها بصورة ودية بعيدا عن الجهات الرسمية.
على مدى ثلاث ساعات استمتعنا بالمباراة وبتعليقات الحضور واكتمل المشهد بحضور لاعب الزمالك باسم مرسى وزوجته ووالدته لمشاركة سكان الحى فى مشاهدة المنتخب الوطنى. استجاب عبدالعزيز لتوجيهات الرئيس السيسى بتوفير مشاهدة مباريات منتخب مصر والبطولة الإفريقية مجانا للبسطاء والغلابة، خاصة بعد رفض الشركة صاحبة حق البث التنازل للمصريين عن بث المباريات على أى قناة ولو بمقابل وأصرت على التشفير.
ظهر ذكاء وألمعية خالد عبدالعزيز فى تنفيذ توجيهات الرئيس دون أى كلفة تتحملها الحكومة، حيث يتولى رجال الأعمال أو الشركات التنفيذ.
الإنصاف يقتضينا التأكيد على أن النجاح ليس صنيعة شخص بل محصلة تعاون جهات وأشخاص فى قطاعى الشباب والرياضة حيث استطاع محمود الحلو وكيل أول الوزارة والمدير التنفيذى للرياضة الجمع بين أجنحة الوزارة بخلق تعاون مثمر وإيجابى.. وحقق أحمد عفيفى مدير الإعلام والترويج بالشباب مع أشرف البجرمى مدير الاستثمار بالرياضة المعادلة الصعبة بنجاح بتوفير خدمة متابعة أمم إفريقيا مجانا فى ٥٠ مركز شباب، وأعتقد أن تلك الفكرة ستتطور بتوفير شاشات عرض بالميادين أشبه بما يحدث فى دول العالم وقت المونديال.. عبدالعزيز وزير شاطر ويدرس جذب الشركات ورجال الأعمال لتحويل هذه الفكرة إلى واقع.
فى الأسمرات هناك تغييرات متنوعة فى سلوك السكان.. أهل الحى يحاولون غرس قيم جديدة لدى أولادهم تتلاءم مع المكان الجديد.. الحكومة من جانبها وفرت لهم المسكن وما يحتاجه من أثاث.. وأيضا متابعة الفراعنة بالجابون.