هل أصبحت القاعدة الآن فى افتتاح أحد المشروعات الكبرى، هى البحث عن ثغرة لتشويه المشروع، وجعله كارثة الكوارث، وليس نقطة مضيئة لخدمة الشعب الغلبان؟.. هل من المصلحة أن نهيل التراب على كل شىء يقدمه الجيش؟.. فقد حدث ذلك سواء وهم يتحدثون عن السجادة الحمراء، فى افتتاح مشروع إسكان، أو وهم يفتتحون مشروع السمك.. وهات يا سخرية من «سلاح السمك» و«خط الجمبري »!
راجعوا أنفسكم، هل من المصلحة أن تسخروا من جيشكم وهو لا ينام، كى يحمى الأرض، ويوفر لكم لقمة العيش؟.. هل تعرفون دلالة هذه السخرية؟.. هل تعرفون من أين انطلقت أصلاً؟.. وهل تعرفون أن الأمر تجاوز كل حد فى النقد؟.. ألا ترجعون بالذاكرة إلى جيش المكرونة؟.. من كان يقول إنه جيش المكرونة والبوتاجازات؟.. الآن يقولون إنه جيش البساريا والبلطى.. إن هؤلاء من أنتجوا «فيلم العساكر»!
فالضابط الذى قال إنه قائد خط الجمبري يعرف أنه فى مهمة وطنية.. والذى قال إنه قائد خط السمك يعرف أنه مسؤول عن شعب ينهبه «المحتكرون».. فلا الأول حزين من سخريتكم.. ولا الثانى غاضب من ردود أفعالكم.. هذا الجيش هو الذى بنى الطرق الآمنة والكبارى.. وهو الذى وفر لبن الأطفال.. والآن يوفر السمك، دون أن تتأثر معنوياته بالسخرية.. فهو يعرف أنه فى حرب وجود، ومنها «حرب الشائعات»!
فمن قال إن الجيش تفرغ للطرق والسمك، ونسى مهمته المقدسة فى حماية الوطن؟.. ومن قال إن الجيش بيقشر جمبري، أو يقلى بلطى، دون أن يقوم بدوره الأصلى؟.. هل تعلمون أنه حين يطور سلاحه، يخرج من يقول إننا دولة فقيرة، فلماذا نشترى الميسترال والرافال؟.. وحين يبنى الطرق يعترضون.. وحين ينشئ مزرعة سمكية يسخرون.. هل اتضح أن الهدف ضرب معنويات الجيش أولاً وأخيراً؟!
ولا أدرى لماذا لا ننتبه للحرب النفسية ضدنا؟.. لا أدرى كيف يسقط البعض فى السخرية من جيشه؟.. ولا أدرى كيف يسكت أصحاب الأقلام عن نصرة جيشهم، خشية أن يتهموا بالنفاق؟.. هل كلمة الحق نفاق؟.. أين الشجاعة فى مساندة الوطن؟.. وأين الوطنية فى مجاراة الساخرين؟.. هل الكلام عن شركات الجيش، أم عن الدور الوطنى؟.. هل القصة هى الامبراطورية الاقتصادية للجيش، أم الدفاع عن الوطن؟!
فمن المثير أن الآلة الإعلامية تجاهلت أن مزرعة الأسماك هى الأكبر فى الشرق الأوسط.. وتجاهلت أنها سوف تضرب احتكار السوق، وتخفض الأسعار للناس كبديل عن اللحوم الحمراء.. فقط كانت القصة هى خط السمك وخط الجمبرى، والحرب باستخدام السلطات وبابا غنوج.. وأهيل التراب على مشروع قومى كبير.. ونسى الناس أن الدولة تسير فى مسارات «متوازية» لتحقيق الأمن الغذائى إلى جوار الأمن!
وباختصار، الجيش لا يصنع مكرونة فقط ويترك حماية الوطن.. ولا ينشئ مزرعة سمكية، ويترك الإرهابيين يمرحون ويسرحون فى بلادنا.. الجيش عنده مسؤولية وطنية لكى تأكل، ولكى تنام آمنا أيضاً.. فلا تسخروا من جيش عظيم.. ثقوا فى جيشكم أنه لن يخذلكم.. أكرر مرة أخرى «اللى ملوش جيش ملوش وطن»!.