ما هذه البلادة التى أصابت أمتنا العربية والإسلامية بينما كانت تلوح فى الأفق نذر شر مستطير تتمثل فى اتجاه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الإعلان عن قرار بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعتبارها مدينة موحدة وعاصمة للدولة العبرية.
أين المفكرون والمثقفون والفلاسفة العرب من هذا الخطر المحتمل ولماذا اختفت أقلامهم وخرست ألسنتهم بينما هم يملكون من أدوات وآليات ما لا تملكه الأنظمة الحاكمة المنكفئة على ذاتها فى أتون الفوضى والخراب الذى طال الجميع منذ 7 سنوات وحتى اليوم تحت رايات الخريف والخراب العربي.
بل إن الأدهى والأخطر من هذا الصمت المريب أن نسمع أصواتا ونقرأ سطورا عربية تروج للقبول بما هو قادم من مخاطر من خلال تصوير إسرائيل المدعومة أمريكيا بأنها القوة الخفية التى لا يمكن مناطحتها وإنها مثل اللهو الخفى الذى يصعب رؤيته أو ملاحقته وذلك من خلال دق متواصل على وتر الأسطورة الإسرائيلية وحتمية التعامل معها على أساس أن التكافؤ العربى معها مستحيل وأن مقومات استمرار التفوق لصالحها سوف تستمر إلى ما لا نهاية وهو ما يؤدى إلى نشر أجواء اليأس والإحباط فى النفس العربية حتى تقبل بالأمر الواقع.
لقد مددنا أيدينا بالسلام ولكننا لم نقل بغياب العدل وضياع الحقوق المقررة فى الشرعية الدولية وفى مقدمتها ما يتعلق برمزية وأهمية مدينة القدس التى يمكن أن تعود بالمنطقة إلى المربع صفر وأن تنسف حصاد 40 عاما فى ظل مبادرة السلام المصرية حتى لو كان الحصاد مازال ضئيلا وهزيلا لأسباب يعلمها الأمريكيون والإسرائيليون قبل أى أحد آخر نتيجة مماطلة إسرائيل فى دفع الاستحقاقات الواجبة لإقامة سلام عادل ودائم عنوانه دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
وليت الذين يصمتون عربيا ويتحرشون أمريكيا وإسرائيليا أن يدركوا أن الضعف والهوان العربى ــ مهما طال زمنه ــ فإنه أمر مرحلى ومؤقت وأن سياسات فرض الأمر الواقع بالقوة لا يمكن لها أن تدوم إلى ما لا نهاية.
القدس تستغيث وإحتمال إرجاء ترامب لقراره لايعنى زوال الخطر!!
خير الكلام: «لا تستثيروا السباع من مرابضها فتندموا !»