مرت العلاقات بين مصر والسودان بمراحل مختلفة ما بين التوتر والاتفاق رغم أن ما بين الشعبين يتطلب دائما أن تكون هناك أولوية خاصة لهذه العلاقات ولا شك أن هناك مسئولية مشتركة على جميع الأطراف إلا إننى اعتقد أن أهمية هذه العلاقات ينبغى أن تكون فوق كل الخلافات..ومن هنا تأتى أهمية زيارة الرئيس البشير للقاهرة ومباحثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسى وما اتفقا عليه من مواقف مشتركة للمزيد من التنسيق والتعاون.
هناك قضايا معلقة جاء الوقت لكى تحسم وهناك قضايا مشتركة على درجة كبيرة من الأهمية والخطورة مثل مياه النيل وهى مصير مشترك للشعبين وهناك رواسب تاريخية يجب تجاوزها.
إلا أن الأهم من ذلك أن هناك تحديات مشتركة وأزمات تواجهها مصر والسودان وفى مقدمتها قضايا الإرهاب والتطرف الفكرى، وللأسف الشديد أن مصر والسودان يشتركان فى الأرض التى مهدت لهذه الظواهر الخطيرة وكانت هناك دائما فرص أمام حشود الإرهابيين للهروب هنا أو هناك وقد جاء الوقت للتنسيق بين البلدين لمواجهة هذه الظاهرة أمنياً وفكريا.
إن قيادات الإرهاب اعتادت دائما أن تهرب إلى السودان إذا زادت حدة الحصار عليها فى مصر وكثيرا ما هربت من السودان إلى مصر لنفس الأسباب.. إن التعاون والتنسيق الاقتصادي قضية رغم أهميتها فقد تأجلت كثيرا لأسباب متعددة ربما لأن سلطة القرار فى البلدين كانت لها حسابات مختلفة رغم أن الأحق هو الاندماج الكامل والتعاون فى كل المجالات.
كانت العلاقات المصرية السودانية قد تأزمت كثيرا فى الفترة الأخيرة لأسباب كثيرة ولكن لا شك أن زيارة الرئيس البشير قد وضعت أمام سلطة القرار فى البلدين مسئوليات مشتركة فلا غنى لمصر عن السودان ولا غنى للسودان عن مصر والمستقبل يمكن أن يحمل رخاء مشتركا للشعبين وهذا ما تحققه مثل هذه اللقاءات المشتركة بين المسئولين فى البلدين..إن الشىء المؤكد أن مصالح البلدين ينبغي أن يجمعها مستقبل واحد لأن التقلبات التى تعرضت لها علاقات مصر والسودان كانت لها آثارها السلبية وقد جاء الوقت لتفادى ذلك كله..أخطاء الماضى وهى كثيرة لا تبرر أبدا استمرار الأزمات بين الشعبين الشقيقين.