قال جبالى المراغى، رئيس اتحاد عمال مصر خلال كلمته في احتفال عيد العمال اليوم الأحد، يتزامن احتفالنا اليوم مع غمرة احتفالات شعب مصر العظيم بالذكرى السادسة والثلاثين لتحرير أرض سيناء الغالية.. واستمرار عملية المجابهة الشاملة (سيناء 2018) وقدم التهاني للرئيس عبدالفتاح السيسى، والوزراء وكبار رجال الدولة والقوات المسلحة والشخصيات العامة بهذه الذكرى القومية العزيزة.
وجاء نص الكلمة كما يلي:
فخامة الرئيس/ عبد الفتاح السيسى
رئيس الجمهورية
دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس/ شريف إسماعيل
معالي السيد/ محمد سعفان
وزير القوى العاملة
معالى السادة الوزراء..
الإخوة العمال..
السيدات والسادة..
السلام عليكم ورحمة اللـه وبركاته،
بالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن عمال مصر في مختلف مواقع الإنتاج والخدمات أتشرف بأن أتقدم لكم يا فخامة الرئيس بوافر الاعتزاز والتقدير وبالغ الشكر والامتنان لتفضلكم برعاية احتفالنا بعيد العمال.. وهي مناسبة يسعد عمال مصر أن يبادلوكم فيها كل الحب والوفاء والتقدير.
كما أتشرف بأن أتقدم لفخامتكم بأصدق آيات التهنئة بمناسبة فوزكم الساحق بولاية رئاسية جديدة الأمر الذى يؤكد انتصار إرادة شعب يواجه منذ سنوات تحديات وتهديدات غير مسبوقة، ونجح رغم كل ذلك فى استعادة الدولة من المتربصين بها، وتثبيت دعائمها، والتعامل بحسم مع كل الظواهر الإرهابية.
ويطيب لي أن أتقدم بوافر التحية والتقدير لدولة رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل والسادة الوزراء والسادة أعضاء مجلس النواب والقيادات التنفيذية التى تشاركنا اليوم احتفالنا بعيد العمال.
كما أحيى دور الأزهر الشريف والكنيسة في ترابطهما وتلاحمهما فى مواجهة قوى الشر والأفكار المغلوطة.. وهنا أود أن أؤكد بأن ما شهدته مصر خلال السنوات القليلة الماضية، هو معركة ضد قوى الشر والظلام التى تستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه. لكن الإرهاب لن ينال من عزيمة شعب مصر العظيم وإرادته الحقيقية فى مواجهة قوى الشر، بل إن هذه الجرائم البشعة ستزيد الشعب إصرارا على تخطى المحن، والمضى قدما فى مسيرته لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة.
فخامة الرئيس..
تمر الأمم بفترات تحتاج فيها إلى تنفيذ خطوات جادة على طريق الاستقرار والعمل بعد أن تدرك حجم التحديات ودقة المرحلة. وقد عبرت مصر مرحلة الخطر، واستقرت دعائم الدولة المصرية الحديثة التى خططت ونفذت العديد من المشروعات التنموية العملاقة فى مختلف المجالات.
ولم تكن مهمتكم يا فخامة الرئيس بالسهلة أو البسيطة لحكم دولة كبيرة ومهمة مثل مصر وقيادة شعب تخطى المئة مليون نسمة فى ظل ظروف صعبة ومعقدة داخليا وإقليميا ودوليا، وتحديات غير مسبوقة فى ظل الثورات الأخيرة وتداعياتها المدمرة على البشر والحجر، وفى ظل حروب إعلامية وإلكترونية من أعداء الحياة والإنسان من جانب الجماعات الإرهابية وكل من خرج من عباءتها من التنظيمات الإجرامية.
ولا أحد ينكر أو يزايد على كل ما تم إنجازه فى فترة رئاستكم الأولى، إن الشعب المصرى يعلم قدرك ووطنيتك وحبك لبلدك وشعبك، ويعلم جيدا حجم ما تم إنجازه فى الظروف الصعبة التى مرت على مصر. وعلينا جميعا أن نستثمر حالة الأمل والتفاؤل، ونعمل على توسيع رقعتها بشكل كبير وبقرارات لن يتخذها سوى فخامتكم لأنها نابعة من إدراك كامل بكل الملفات والقضايا.
إن عمال مصر على ثقة يا فخامة الرئيس بأن إيمانك بقدرات المصريين خاصة من المرأة والشباب سوف يحقق التغيير المنشود فى كل أوجه الحياة وليكن شعار المرحلة القادمة الاستثمار فى المصريين الأكفاء لبناء وطن عزيز آمن.
فخامة الرئيس..
بعد تفضل سيادتكم بالموافقة على إصدار قانون المنظمات النقابية العمالية وحماية حق التنظيم سوف يشهد شهر مايو القادم إجراء الانتخابات العمالية لدورة نقابية جديدة من القاعدة إلى القمة أى من اللجان النقابية مرورا بمجالس إدارة النقابات العامة وانتهاء بمجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر.. وسوف تجرى هذه الانتخابات فى أجواء تسودها الشفافية وبإشراف قضائى كامل يضمن نزاهة الانتخابات ويؤكد حرص مصر على الحريات النقابية.
وسوف تتزامن الانتخابات العمالية مع بدء مجلس النواب مناقشاته لمشروعى الخطة الاقتصادية والاجتماعية والموازنة الجديدة للدولة للعام المالى 2018/2019 مع بداية ولاية رئاسية جديدة نؤكد أنها سوف تشهد تحسين مستوى معيشة السواد الأعظم من المجتمع، وزيادة التشغيل، وامتصاص فائض البطالة، والحد من ارتفاع الأسعار الأمر الذى يتطلب من عمال مصر تحقيق نمو للناتج المحلى الاجمالى يفوق معدل النمو السكانى حتى يمكن تحسين مستويات المعيشة، وإيجاد فرص عمل للداخلين الجدد إلى سوق العمل، وتحقيق الاستقرار فى الأسعار مع التوزيع العادل لثمار النمو على كل فئات المجتمع وهو الأمر الذى تطالبون سيادتكم بالوصول إليه.
كما يجب أن أنوه يا فخامة الرئيس إلى دعوة ورعاية دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل لاجتماع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ورؤساء النقابات العامة يوم الاثنين 16 أبريل 2018 لبحث المشكلات التى تواجه العمال والسبل الكفيلة لحلها حتى تسود قطاعات الإنتاج والخدمات أجواء الاستقرار الأمر الذى سيؤدى إلى زيادة الإنتاج وتحسينه.
وقد طرحت القيادات النقابية العمالية عددًا من القضايا تأمل من الحكومة اتخاذ الخطوات اللازمة لحلها.
فخامة الرئيس..
تعيش الحركة النقابية المصرية التى تمتد جذورها لأكثر من مائة عام لحظة فارقة فى تاريخها. فقد شهدت هذه الحركة منذ احتفالنا بعيد العمال فى شهر مايو الماضى تحديث منظومة التشريعت العمالية التى تفتح أمام أطراف الإنتاج الثلاثة وأعنى بهم الحكومة والعمال وأصحاب الأعمال أفاق العمل الآمن والحياة الكريمة.
ولقد شهدت هذه الفترة صدور قانون المنظمات النقابية العمالية وحماية حق التنظيم ولائحته التنفيذية الذى يكفل الحقوق والحريات النقابية للعمال التى طالبت بها كل من منظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية.
كما انتهت لجنة القوى العاملة بمجلس النواب من مناقشة مشروع قانون العمل الجديد الذى يساير الحداثة والمواءمة مع المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التى مرت بها مصر. وسوف يوسع القانون الجديد من مظلة التأمينات الاجتماعية والتأمين الصحى، والتأمين ضد مخاطر العمل، وتحقيق اشتراطات الصحة والسلامة المهنية، ويقيم التوازن فى العلاقات بين العمال وأصحاب الأعمال، ويدعم الحوار الاجتماعى بينهم، ويمنع الفصل التعسفى للعمال وهو الأمر الذى أحاله القانون الجديد إلى محاكم عمالية متخصصة لسرعة البت فى القضايا العمالية.
وسوف تشهد الفترة القادمة صدور قانون التأمينات والمعاشات بما يكفل المواءمة بين ما كان يحصل عليه العامل أثناء عمله ومعاشه. كما سيصدر قريبا قانون التأمين الصحى الشامل الذي يكفل العلاج المجانى لجميع المواطنين.
وذلك بالإضافة إلى صدور قانون تمثيل العاملين فى عضوية مجالس إدارة الشركات الأمر الذى يكفل مشاركة العمال فى اتخاذ القرارات التى تحمى حقوقهم وتحافظ على مكتسباتهم.
وقد وجهتم فخامتكم إلى ضرورة الاهتمام البالغ بالعمالة الموسمية وغير المنتظمة وضرورة العمل على حمايتها اجتماعيا وهى مسألة فى غاية الأهمية ليس فقط لأنها تأتى تنفيذا لاستحقاق دستورى ولكن بسبب ازدياد دور القطاع غير الرسمى فى قوة العمل وهو الأمر الذى تحقق بإصدار شهادة أمان لكل قطاعات العمالة الموسمية.
وكل ذلك يؤكد مجددا أن فخامتكم ترفضون أنصاف الحلول، وتحرصون على حل المشكلات جذريا الأمر الذى يجسده ما تحقق من إنجاز مشروعات عملاقة خلال أربع سنوات فقط كانت فى المراحل السابقة تستغرق عشرات السنوات.
فخامة الرئيس..
يتزامن احتفالنا بعيد العمال فى غمرة احتفالات شعب مصر العظيم بالذكرى السادسة والثلاثين لتحرير أرض سيناء الغالية.. واستمرار عملية المجابهة الشاملة (سيناء 2018) وبهذه المناسبة فإننى أتشرف بأن أتقدم لفخامتكم ومن خلالكم لرجال القوات المسلحة الباسلة بأصدق التهانى بهذه الذكرى القومية العزيزة.
تحية لشهداء أبرار قدموا حياتهم فداء للوطن وبذلوا أرواحهم من أجل استعادة الأرض واسترداد الكرامة.
كما يتشرف عمال مصر بأن يتقدموا لرجال الشرطة الأبطال بوافر الاعتزاز والتقدير لدورهم البطولى فى التصدى للجماعات الإرهابية، والحفاظ على أمن واستقرار البلاد، ومواجهة الأخطار المحدقة بالوطن حيث يخوض رجال الشرطة حربا لا هوادة فيها ضد عناصر الإرهاب.
وتحية للمرأة المصرية صوت ضمير الأمة النابض بعشق الوطن التى يحرص الاتحاد العام لنقابات عمال مصر على تدعيم دورها فى كافة مجالات العمل السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتوسيع العضوية النقابية بين صفوف العاملات لزيادة مشاركتهن فى العمل النقابى العمالى.
وختـاما فإن عمال مصر يشرفهم بأن يتقدموا لكم يا فخامة الرئيس بكل التقدير والاعتزاز لرؤيتكم السديدة المطابقة لرؤية شعب أبي كريم يطمح لأن يمضى لمستقبل أفضل بعزم وثقة، ويتمنى أن يحيا حياة كريمة في ظل قيادة حكيمة وسياسة رشيدة.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار…
وحفظ اللـه مصر وطنا عزيزا آمنا وشعبا أبيا كريما يمضي لمستقبل أفضل بعزم وثقة.
والسلام عليكم ورحمة اللـه وبركاته.