بدأنا في البحث عن مومياء الملكة «عنخ إس إن آمون» زوجة الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون»، ونعتقد أن المومياء الموجودة داخل المقبرة رقم 21 بوادي الملوك بالأقصر تخص هذه الملكة «عنخ إس إن آمون»؛ وهي للأسف فاقدة الرأس! لذلك بدأنا نفكر في البحث عن مقبرة هذه الملكة.
ونعرف أنها ولدت بتل العمارنة، وهي أخت لخمس بنات من الملكة «نفرتيتي» وزوجها «إخناتون»، وأن الملك «توت عنخ آمون» قد ولد أيضاً بتل العمارنة، وكان اسمه «عنخ إس إن آتون»، وهو ابن الملك «إخناتون» من زوجة أخرى. وتزوج الأمير توت عنخ آمون من الأميرة عنخ إس، وهو لا يزال في سن التاسعة لكي يصبح ملكاً على مصر.
أما موضوع توليه الحكم وهل كان بعد موت أبيه «إخناتون» أم أن حماته الملكة «نفرتيتي» قد تولت الحكم لشهور قليلة، وخصوصاً لأن اسمها قد شطب خلال عصر «إخناتون»، ولذلك فهناك ما يشير إلى أنها أصبحت شريكة في الحكم مع «إخناتون» وغيرت اسمها، وبعد ذلك تولت الحكم بعد وفاة «إخناتون»، وقد يكون اسمها تغير إلى «سمنخ كارع».
عموماً فإن الفترة الأخيرة من حكم «إخناتون» وقبل أن يتولى «توت عنخ آمون» الحكم ما زالت تحتاج إلى كثير من الدراسات، وخصوصاً لأنها فترة غامضة، ولذلك فقد عاشت «عنخ إس إن آمون» بالعمارنة، وبعد أن تزوجها «توت عنخ آمون» عاشت داخل القصر الملكي في منف، وكانا يذهبان إلى طيبة خلال الاحتفالات الدينية الخاصة.
ولذلك نؤكد أنها قد دُفنت بوادي الملوك الغربي بجوار زوجها الثاني الملك «آي»، وفي هذا المكان أبحث عن مقبرتها… وقد عرفنا أن هذه الملكة بعد وفاة الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون» أرسلت خطاباً إلى ملك الحيثيين من مقدمته نفهم أنها غير سعيدة أو غير موافقة على الزواج من ذلك الرجل الذي يريد أن يتزوجها لكي يأخذ شرعية الجلوس على عرش مصر.
وبلا شك فإنها كانت رافضة لهذا الزواج، لذلك فقد أرسلت خطاباً إلى ملك الحيثيين تطلب منه أن يرسل ابنه لكي يتزوجها ويصبح ملكاً على مصر، ولم يصدق ملك الحيثيين ما جاء في هذا الخطاب لأنه يعرف جيداً أن الفراعنة المصريين قد يتزوجون من ملكات أو أميرات أجانب، ولكن لم يحدث أن تزوجت ملكة مصرية من أجنبي، ولذلك فقد أرسل الملك الحيثي رسولاً، لكي يتأكد من هذا الخبر، وفعلاً جاء الرسول إلى مصر وتأكد أن الملكة المصرية هي التي أرسلت هذا الخطاب، ولذلك فقد أرسل ابنه فوراً لكي يتزوج من الملكة ويصبح ملكاً على مصر، ولكن القائد العظيم «حور محب» أنقذ البلاد وتقابل مع الأمير الحيثي وقتله قبل أن يصل إلى حدود مصر…
وأعتقد أن الملكة «عنخ إس إن آمون» لم يكن لديها أي خيار، ولذلك كان يجب أن تتزوج من «آي» لكي تعطي له شرعية الحكم لأن الملك «توت عنخ آمون» لم ينجب ولداً لكي يحكم البلاد؛ لهذا أعتقد أن المكان الطبيعي الذي يمكن أن تُدفن فيه الملكة «عنخ إس إن آمون» هو الوادي الغربي والذي أحفر فيه الآن.