انشغل العالم كله في نهاية الاسبوع بالانتخابات الأمريكية بين الرئيس دونالد ترامب ونائب الرئيس السابق جو بايدن.
في كل مرة يهتم المختصون بهذه الانتخابات وكذلك المهتمون بالسياسة، لكن هذه المرة الانتخابات شدت الشباب وخصوصا المتفاعلين على مواقع السوشيال ميديا.. وتحولت الى مادة للسخرية كعادة المصريين.
وهذه الانتخابات وما صحابها من اتهامات بالتزوير والتلاعب من المرشح الجمهوري ترامب الذي هو مازال رئيس الولايات المتحدة الامريكية سوف تكون لها آثار سلبية على صورة بلاده التي تدعى انها حامية الديمقراطية في العالم.
ولا تجد أي مسؤول أمريكي يتحدث في وسائل الاعلام الا عن القيم الامريكية والتقاليد الديمقراطية وكأنها دولة لها آلاف السنين.
فهذه الاتهامات كشف عيوبا كبيرة في المجتمع الأمريكي والأجهزة الامريكية تتمثل في ان تزوير الانتخابات له ارث تاريخي كبير في الولايات المتحدة وأن أغلب الانتخابات كان بها تلاعب وتزوير الا ان الآلة الاعلامية والقضاء الأمريكي المسيس وراء إخفاء هذا العيب القاتل، إلا أن ترامب فضح كل هذا بالهجوم العنيف على القائمين على العملية الانتخابية في بلاده.
وحتى المحكمة العليا الأمريكية تحولت إلى مقر للصراع الحزبي لأن الاغلبية من قضاتها منتمون الى الحزب الجمهوري والاقلية للحزب الديمقراطي والانتماء السياسي للقاضي يفقده الحيدة والنزاهة وفق المعايير الدولية لاستقلال القضاء.
وهو نفس الامر الذى ينطبق على القضاة في كل محاكم الولايات الامريكية من غربها الى شرقها أي ان الانتخابات فضحت الادعاء بأن القضاء الأمريكي مستقل.
ومن اجل هذا يحاول ترامب ان يصل بطعونه الانتخابية الى المحكمة العليا لأنه يضمن انها ستصدر احكاما لصالحه خاصة بعد رفض محاكم بعض الولايات طعونه.
والشيء المهم ان صورة الولايات المتحدة الامريكية كحامية لحقوق الانسان سقطت وانهارت مع الانسحابات الامريكية من الهيئات الدولية لحماية حقوق الانسان وعلى رأسها المجلس الدولي لحقوق الانسان ومنظمة اليونسكو واخيرا منظمة الصحة العالمية بجانب عدد من اللجان الاممية المختلفة.
وكانت الولايات المتحدة لها ثقل كبير في هذه المنظمات وانسحابها والتخلي عن التزاماتها الدولية في مجال حقوق الانسان يجعلها تمتنع عن نقد اوضاع حقوق الانسان في أي بلد اخر ولا يحق لها ان تطرح هذه المسألة مع أي مسئول من أي دولة.
وكشفت الانتخابات ان الشعب الأمريكي ليس هو الشعب المثالي فأحداث الشغب التي صاحبت الانتخابات والاجراءات الامنية التي اتخذتها المحلات التجارية في عدد من الولايات والتهديد بانتشار العنف واتهام أطراف منها احزاب اليسار او الجماعات الفوضوية او أنصار المرشحين بأنها وراء التهديد بالعنف، يؤكد أنه شعب ليس لديه ثقافة قبول الهزيمة وهي سمة اساسية وعنصر مهم في الديمقراطية.
فالانتخابات الامريكية كشفت عورات كانت الميديا الامريكية وراء اخفائها وتصدر لنا صورة الدولة الاكثر ديمقراطية في العالم وفضحت ممارسات كانت تحدث في انتخابات دول العالم الثالث.
وذكرتنا بالانتخابات التي كانت تجرى في الثمانينيات والتسعينيات، فلأول مرة في الولايات المتحدة تصدر تصريحات بأن المتوفين ادلوا بأصواتهم في الانتخابات.
ولأول مرة نجد رئيس الجمهورية يعلن عن وصول صناديق غامضة تصل الى مقار الفرز وهو ما كان يقوم به الحزب الوطني المنحل في مصر وكان يسمونها صناديق الانقاذ!!
والغريب ان منظمات مراقبة الانتخابات المحلية وهي المنظمات التي صدعت رأسنا بمراقبة الانتخابات في دول العالم واقصد هنا مركز كارتر والمعهد الديمقراطي والمعهد الجمهوري واتحاد منظمات الحقوق المدنية وغيرها من المنظمات، لم تصدر أي بيان حول ما يحدث في بلادهم بل التزموا الصمت طوال الايام الماضية.
وسوف تكشف لنا الايام القادمة مفاجآت اخرى في الانتخابات الامريكية والاساليب الخفية التي استخدمها كل طرف في التلاعب في نتائج الانتخابات.
وسوف نكتشف ان الديمقراطية الامريكية مجرد شو إعلامي اما في الحقيقة فهي انتخابات تفتقر الى أبسط قواعد الانتخابات الحرة النزيهة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية