بات استحضار منسوب التنبهُ داخل الوعي الإنساني أمرٍ وجوب الفعل، في مرحلة عكف فيها علماءِ البحث والتدقيق في استخراج ترياقِ، ينجي العالم من تلك الوباء، بعد تسجيل، إجمالي أصابات حول العالم وصل إلى 56 مليونًا و248 ألف حالة، وعدد وفيات مليون و349 ألف، جراء قبضة، كورونا التي هلك منها الكثير. وعدد ليس بالقليل من أبناء الجيش الأبيض في مصر، الذين حملوا على عاتقهم، أمرين إما النصر أو الشهادة، في سبيل إيجاد حل ناجع ينجي البشرية جمعاء.
ينتظر الكبار والصغار حول العالم، بصيص أمل جديد بعد إعلان شركة (فايزر) العالمية لتصنيع الأدوية ألبرت بورلا أن المجموعة الدوائية الأمريكية ستقدم «قريبا جدا» طلبا للحصول على ترخيص بتسويق لقاحها المضاد لكورونا المستجد (كوفيد-19) في الولايات المتحدة. وهو ما يضع الأمل مرة ثانية على طاولة الحوار، فهل يحل ميلاد فجر جديد يلهم بني الإنسان ويعيد له روحه مرة ثانية؟، بعد أن ابتلعتها مرارة الانتظار أمام التلفاز!، أم تعيد الكرة مرة ثانية حيث البداية وننتظر الخلف الصالح الذي يعطي للعالم قُبلة الحياة!.
في الحقيقة أن ما فرضته تلك الحرب الضروس على العالم، و أظهرت مدى قيمة البحث العلمي، داخل الدول، التي أصبح يؤرقها العدو الخفي «كورونا». تلك الجرثومة التي لم تفرق بين شاب ولا عجوز كهلٍ في أرذل العمر، يحيلنا إلى عدم انتظار العقار وهو أخف الأضرار، ويجعلنا أمام طريق واحد للنجاة وهو تشديد إجراءات الوقاية، لضرب الكوڤيد في معقله، علها فرصة سانحة لالتقاط الأنفاس، حتى تهل علينا العقاقير، حاملة رسالة العفو، ليس مغلقة معها أبواب الموت. مؤكد «أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ. إلخ.. الآيات الكريمة..
الواقع أن أزمة كورونا باتت داخل قلوب المواطنين كالجروح الغائرة، حين يصب فيها الحمض، مابين التوجس من الوباء، وآخر قلق على كبار السن داخل الأسرة. فالشعور بالذنب تجاه عدوى كبار السن أمر جلل، يظل عالقا أبد الدهر في ذاكرة الفاعل. على إثر ذلك ظل الكبار قبل الصغار يتابعون عن كثب آخر تطورات البحوث عبر التلفاز بعد سماع الكثير من الأقاويل حول تلك القضية، حتى باتت الروح في الحلقوم، وكأن حال المواطن.. «ماتخلصونا بقى دمنا نشف، والحل بسيط. كمامة، تباعد اجتماعي غسل اليدين بالماء والصابون فقط»، حتى أن يشاء الله.. صحيح فوق كل ذي علم عليم.
صحيح لم يخطئ دوستويفسكي حينما فجرها مدوية في بزوغ الفجر الجديد لنساء العالم، وهو لم يعلم أنها ليست لهن وحسب بل للجميع، و لم تكن هناك جائحة، ولكن رسالة كالبيان قالها إعلمي عزيزتي، أن الرجل سيظل يتودد لك بكل الطرق وبأغرب الأساليب و بكافة الوسائل المتاحة حتى يضمن قلبك، بعدها تبدأ مرحلة أخرى هي مرحلة الإهمال و الإنشغال بأمور أخرى ( المال مثلا ) وهو حالنا اليوم تجاه «الكمامة» فرحة البدايات دايما بتروح عودوا للوقاية يرحمكم الله.. فراق الأحبة ألهب ظهور الكثير.. ومازال.