ثمة صفحات تستوقفني وأنا اقرأ كتاب أوباما «الأرض الموعودة»؛ خاصة التي تبدو فيها الصور طبيعة؛ وعالم السياسة أكثر وحشية وسيطرة على حياة ساكن البيت الأبيض.
فأرى أقوى رجل في العالم والذي تصوره الأفلام الأمريكية يمر بظروف قاسية؛ عندما يقع تحت مقصلة عناوين الأخبار؛ التي تفسد شعبيته. أوباما يؤكد أن بعض القصص الصحفية تسيطر على حياة الرئيس لأسبوعين، أو ربما شهرا، قبل أن تفقد الصحافة اهتمامها بضربه، إما لأنك أصلحت المشكلة، أو لأنك أعربت عن ندمك، أو حققت فوزًا ، أو أن شيئًا يعتبر أكثر أهمية دفع بك دفعا للخروج من بين عناوين الصفحة الأولى.
وإذا لم يحدث هذا فقد تجد نفسك في نطاق وضع مخيف تتراكم فيه المشاكل، ثم تتحول إلى نطاق أوسع؛ وتبدأ نسج الروايات عنك وعن رئاستك؛ ولكنها جميعها تكون قصص سلبية؛ لا تهدأ أبدا ولا تتركك في حالك لتسير في طريق يؤدي إلى انخفاض في شعبيتك؛ وشماتة خصومك السياسيون؛ الذين يسعون لشم رائحة الدم؛ ويحلمون بطردك بقوة.
أما الحلفاءالذين كانوا حولك، فسيتحركون بسرعة السلحفاة للدفاع عنك؛ وفي هذا الوضع لن ترحمك الصحافة؛ ستبحث عن مشاكل إضافية داخل إدارتك، لتأكيد الانطباع بأنك في ورطة سياسية؛ لتشعر وكأنك في شلالات نياجرا محاصرًا داخل البرميل، لا حول لك ولا قوة لإيقاف هبوط شعبيتك. وكأنك في انتظار أن تصل إلى القاع بدون أمل فى النجاة.
أوباما يؤكد من بين سطوره أن هذا هو شعوره خلال معظم سنتي حكمه الأولى، كان يشعر وكأنه في البرميل. عاش أوباما هذا الشعور كثيرا؛ في المناقشات المحيطة بقانون الرعاية بأسعار معقولة؛ حيث أصبحت التغطية الصحفية أكثر انتقادًا، وفيما يتعلق بقرار إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان.
ولكن أكثر المواقف صعوبة حدث خلال الأعياد عندما قام شاب يدعى عمر فاروق عبد المطلب (نيجيري مسلم حاول تفجير طائره نورث آير لاين 253 المتجهة من أمستردام إلي ديترويت، ميشيجان فى الولايات المتحدة الأمريكية؛ في يوم عيد الميلاد 25 ديسمبر 2009، وقد وجهت إليه تهمتين وهما وضع متفجرات علي طائره مدنية ومحاولة تفجير طائرة، وذلك من قبل محكمة شرق ميتشجن في 26 ديسمبر 2009، وقد أضيفت تهم أخرى من قبل هيئة المحلفين وهي محاولة قتل 289 شخص هم مجموع من كان على متن الطائرة، ومحاولة استخدام سلاح دمار شامل).
ورغم أنه حاول تفجير مواد أخفاها في ملابسه الداخلية؛ ولكن المحاولة لم تنجح؛ فعند رؤية الدخان واللهب يتصاعد من تحت بطانية الإرهابي، قام أحد الركاب بتقييده؛ وأخمدت المضيفات اللهب، مما سمح للطائرة بالهبوط بسلام. في ذلك الوقت كان أوباما قد وصل للتو إلى هاواي مع ميشيل والفتيات لقضاء عطلة لمدة عشرة أيام كان في أمس الحاجة إليها، ولكنه قضي معظم الوقت على الهاتف مع فريقه للأمن القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالي، في محاولة تحديد هوية عبد المطلب بالضبط، ومع من كان يعمل؟ ولماذا لم يمنعه أمن المطار قبل صعوده للطائرة؟.
في تلك الساعات الاثنتين والسبعين الأولى، لم يظهر أوباما على التلفزيون. ليشرح للشعب الأمريكي ما حدث، وليؤكد لهم أن السفر آمن؛ لقد قال فريقه حجة معقولة للانتظار ( إنه من المهم أن يدرس الرئيس كل الحقائق قبل الإدلاء ببيان للجمهور)؛ ومع ذلك سرعان ما تقذفت أوباما نيران الاتهامات القادمة من جميع الجهات السياسية؛ وقيل إنه كان مهتمًا بقضاء عطلته أكثر مما فعل بشأن التهديدات ضد الوطن.
وفى النهاية حياة الرئيس الأمريكى داخل الأبيض ليست هي الصورة الوردية التي تصدر إلينا ولكنهم يعيشون دوما على سلك كهرباء مكشوف .
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية