كلمات ذهبية تلقينها من بطل مسلسل الاختيار أثناء عرضه خلال شهر رمضان وتأثرنا بها كثيرا، على العهد نبني ونعمر بلدنا.. على العهد نكون قد المسئولية تجاه وطنا.. على العهد نغير من طريقة تفكيرنا للأفضل.. على العهد نحب وطنا.. على العهد متحدون دائمًا لمكافحة الفساد.
لعلنا نعرف أنه أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفال بـ«اليوم العالمي لمكافحة الفساد»، وذلك في 9 ديسمبر من كل عام، حيث يكون ذلك اليوم شاهدًا على الدور العظيم الذي تقوم به الهيئات الرقابية المصرية لمكافحة الفساد والفاسدين، فكل يوم تطالعنا عناوين الاخبار بما تفعله تلك الهيئات العريقة في مكافحة الفساد ليس ذلك فقط وإنما امتد دورها لتعليم قيادات الدولة وموظفيها، كيفية مواجهة الفساد والابلاغ عنه، وذلك متمثلا في الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد.
وقد انطلقت تلك الاتفاقية لمكافحة الفساد بعد أن قدرت تكلفته بما يزيد عن ثلاثة تريليون دولار سنويًا على مستوى العالم، أي ما يساوي خمسة بالمائة من إجمالي الناتج المحلي للدول، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة لإطلاق الاتفاقية، والتي تضم 71مادة مقسمة على 8 فصول، كما تقوم الدول الأطراف الموقعة على تلك الاتفاقية بتنفيذ عدة تدابير لمكافحة الفساد والتي تهدف إلى منع ومكافحة الفساد، وتعزيز إنفاذ القانون والتعاون القضائي الدولي وتوفير آليات قانونية فعالة لاسترداد الموجودات.
وعلى الرغم أن القانون المصري له الاسبقية في تنفيذ أحكام رادعة ضد الفساد والمفسدين منذ عام ١٩٣٧، إلا أن الأمم المتحدة بادرت في ٢٠٠٣ لإطلاق اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.
قامت مصر بالتوقيع على الاتفاقية منذ عام ٢٠٠٣ ودخلت حيز النفاذ منذ ٢٠٠٥، ويأتي العصر الذهبي لتنفيذ تلك الاتفاقية بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ليعلن بدء عهد جديد للحرب على الفساد وملاحقة المفسدين، وتأكيده الدائم على أن مصر لا تقبل بالفاسدين ولن تصمت عن الفاشلين حيث تم تعديل المواد الخاصة بالدستور المصري لتعلن استقلال الهيئات الرقابية الوطنية ضمانا لمباشرة عملها على أكمل وجه على أن تتبع رئيس الجمهورية لتعبر عن إرادة سياسية حقيقية لمكافحة الفساد منذ اللحظات الأولى لتولي سيادته رئاسة الجمهورية.
بطبيعة الإنجازات في كافة قطاعات وأنشطة الدولة المصرية تتوالى الإنجازات المصرية في مجال مكافحة الفساد ففي عام ٢٠١٤ أطلق الرئيس، الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد ٢٠١٤-٢٠١٨ متزامنة مع الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد بمقر هيئة الرقابة الإدارية والتي ضمت عشرة أهداف استراتيجية برسالة واضحة ومحددة لمكافحة الفساد والحد من آثاره السلبية على كافة النواحي الإدارية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ونشر الوعي بهذه الآثار، ورفع قدرات أجهزة مكافحة الفساد والتعاون مع كافة الجهات المعنية في مكافحة الجرائم المتعلقة بالفساد مع مراعاة المعايير الدولية وأفضل الممارسات.
كما أشادت الأمم المتحدة بالجهد المصري المبذول لتحقيق تلك الاستراتيجية واعتبرتها من أهم أفضل الممارسات لمكافحة الفساد واستكمال الرئيس جهوده ليطلق في ديسمبر ٢٠١٨ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد ٢٠١٩-٢٠٢٢ متزامنا أيضًا مع الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد وخلال فاعليات المنتدى الإفريقي الأول لمكافحة الفساد بشرم الشيخ، كما قدم سيادته الشكر للهيئات الرقابية المصرية وعلى رأسهم هيئة الرقابة الإدارية على ما قدموه من جهد لتنفيذ تلك الاستراتيجية.
ولم تكتف هيئات الرقابة الإدارية بالدور المنوط بها في مجال مكافحة الفساد بل امتد ليحدث نقلة نوعية في مجال تأهيل الكوادر المصرية والعربية والأفريقية تأهيلًا علميا يواكب احدث المستجدات في مجال العلوم الرقابية والادارية والقانونية والاجتماعية، من خلال الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، كما أن تطلع الأكاديمية لاستشراف المستقبل والالتزام بالجودة وإدراكها لأهمية التخطيط الاستراتيجي جعلها تسعى بخطى متميزة لبناء استراتيجية مستقبلية لنشر ثقافة منع ومكافحة الفساد وبناء القدرات وتبادل الخبرات وتقديم مادة علمية متميزة وتطوير قدرات البحوث والابتكار للحد من ظاهرة الفساد والوفاء بالمسئولية المجتمعية وتطوير البنية الهيكلية والتنظيمية للأكاديمية وتطوير بيئة العمل التي تعزز خدمة الأداء لمكافحة الفساد. فتحية سلام لأبطال مصر الشرفاء ونأخذ عهد على أنفسنا متحدون دائما لمنع الفساد.
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة