الغدر والخيانة أشياء نتعرض لها في حياتنا اليومية سواء كان الغدر موجها من الحبيب أو الصديق أو القريب. ومما لا شك فيه أن غدر القريب يكون الأقوى تأثيرا على الشخص لأن هذا الصنف من الغدر بمثابة السيف الجارح جدا.
و أمام كل هذه الخيانات وأمام كل أصناف الغدر والطعنات أصبح أكثر سؤال موجه كيف ننتقم ممن سببوا لنا الجروح العميقة وعكروا حياتنا بسواد قلوبهم وظلامها وسرقوا منا راحة البال ونقاء قلوبنا البيضاء؟
لكن سؤال يبقى مطروح و بصوت أعلى هل الرد يكون بالمثل لكي تشفى هذه الجروح و يرتاح البال من كل مشاعر الانفعال و الغضب ؟
لكن ماذا نظن من عالم البشر هل نحن في جنة؟ أم في الدنيا؟ الإجابة ستكون كالآتي نحن نعيش في دنيا و ليس في جنة فمن الطبيعي أن تحدث كل هذه نزاعات على أرض الواقع وأن تختلط مشاعر الكره مع الحب والشر مع الخير والإيذاء مع النفع ماذا نظن؟ هل ظننا أن النتيجة في كل مرة مقابلة الخير بالخير و الإحسان بالإحسان والكرم بالكرم والسلام بالسلام و الحب بالحب ونحن في أرض الابتلاء. في الدنيا وليس في الجنة؟ لكن لا يجب أن نرد بالمثل عندما تخذلنا قلوبنا و مشاعرنا أمام مشاعر الشر التي تنتصر في بعض الأوقات على مشاعر الخير ما يجب أن نتعلمه جيدا في الحياة هو فن المشاهدة. أن نشاهد كل شئ من بعيد. يكفي أننا نعرف الحقائق وماذا تخفي الأقنعة؟ لكن ما هو الحل هل هو المواجهة و الرد بالمثل؟
هل تعلمون أن أقوى انتقام في الدنيا هو التجاهل وليس الإساءة لأنك في هذه الحالة لا تختلف عن الطرف ثاني. لكن في حالة التجاهل أنت أرقى بكثير. نعم رسالتي لكم تجاهلوا كل هذه الوجوه التي تخفي الكثير وراء ابتسامة متصنعة. تجاهلوا كأنهم مجرد أشخاص مروا من حياتكم.
أجمل انتقام و أرقى انتقام هو النجاح والتقدم أن تستثمر أنت وقتك لنفسك، أن تجتهد وتطور ذاتك وقدراتك وامكانياتك. لا تبقى في نفس المكان ونفس الدائرة وهي الإحباط بسبب الآخرين تعلم أن تنسى. أن تتقدم أن تحول كل شئ لترسم لوحتك الخاصة بك أنت، أقوى انتقام أن تكون فاعلا وليس مفعولا بك بل لك بصمة في هذا الوجود، مهما حاولوا لا تختر شخصية الضحية من بين كل شخصيات الوجود اختر شخصية تليق بك و بمشاعرك النقية والطيبة أنت تستحق الأفضل لأنك الأنقى. بينما هم لا تفكر بيهم الزمن كفيل بهم. وكما تدين تدان، ودائرة الزمن كفيلة بتصفية الحسابات.
اختر حياتك من مشاعرك التي تنبع من عالم الصفاء واضيئها بنور لا ينطفئ من ظلام قلوبهم. عليك بالوثوق بكونك لست الطرف الأضعف بالعكس أنت الطرف الأفضل هل تعلم لماذا لأن الخيانة والغدر وغيرها من المشاعر لا تنبع إلا من ضعفاء النفوس هل صادفك مثلا صاحب مبادئ شخصا قويا و صامدا يخون أحبابه؟ الإجابة ستكون لا. بينما في الحالة الثانية ستكون الإجابة بنعم. وهي حالة الشخص ضعيف النفس الذي يضعف أمام قوة الشر الذي بداخله شخصية عديم الثقة بالنفس لدرجة انهزاز شخصيته أو انعدامها.
فمشاعر الشر الموجهة تجاه الأخرين لا تنبعث إلا من مشاعر النقص. ودائما تذكروا أنه لم تكن يوما الحسابات المسبقة والتخطيط والمكر واستخدام العقل لأذية الناس أداة لتحقيق الأهداف والوصول لنجاح. لأنه كما تدين تدان ولأن الشخص السيء لن ينفعه شيئا من هذا التخطيط. ولن يحقق شيئا مما يتمناه لأنه لا يمكن لخبيث أن يجازيه الله إلا على قدر نيته. وعلى نياتكم ترزقون.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا