صدقت نوايا الحكومة في مواجهة جائحة كورونا التي أصابت العالم في مقتل. وإن كانت خطواتها تأتي متأخرة بعض الشيء لكن «أن تأتي متأخرًا خيرًا من ألا تأتي»، حيث بدأت تشدد في استخدام الإجراءات الاحترازية – وإن كان البعض يتعامل بنظرية العمر واحد والرب واحد-. ووجهت بخفض قوة الموظفين إلى 50%، وهناك المزيد من التشديدات المرتقبة خلال الأيام القادمة، خاصة في ظل ما يشهده العالم من خطوات استباقية ورعب وهلع مع ظهور السلالة الجديدة في بريطانيا والعديد من الدول.
الملفت للنظر أنه في الوقت الذي يجلس فيه أولياء الأمور في منازلهم لإنجاز مهامهم الوظيفية «أون لاين»، هروبًا من الخطر الداهم يذهب فلذات أكبادهم إلى مراحل التعليم المختلفة للمواجهة على طريقة سياسة القطيع.
الدكتور طارق شوقي وزير التعليم أثلج صدور أولياء الأمور بتصريحاته منذ ساعات. والتي وضعت حدًا فاصلًا لمخاوف الطلاب وأولياء أمورهم، من خلال إصداره كتابًا دوريًا بشأن الدراسة في الفترة المتبقية من الفصل الأول من العام الدراسي 2020/2021.
تضمن الكتاب العديد من الأمور التوضيحية حول رفع الغياب والأليات التنظيمية. مع استمرار فتح المدارس أمام الطلاب الراغبين في الحضور، واستمرار العمل بمجموعات التقوية.
وبقى لسان حال الجميع صارخًا وماذا عن الجامعات؟ وماهي الإجراءات التي سيتم اتخاذها خلال المرحلة المتبقية من الفصل الدراسي الأول والتي لا تتعدى شهرًا.
وتبقى كلمة.. المصريون ينتظرون قرارات عاجلة للدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي. فالكارثة عامة ويتصدى لها الجميع، لذا فإن القرارات لابد أن تكون سريعة وفورية. ويجب أن تكون قراراتنا أسرع من الجائحة والسلالة الجديدة، التي أجبرت كبريات الدول على الاستنفار لمواجهة الخطر الداهم.. التعليم ضرورة لكن الحفاظ على الأرواح أكثر ضرورة.