من مصر بدأ التاريخ، ومن التاريخ سطر المصريون أجمل القصص وأروعها، حيث الأهرامات ومجدها، والنيل وجماله. فمن أين نبدأ يا مصر الكلام؟ وكيف ألقي عليكِ السلام قبل وقفة إجلال واحترام؟ ففي عينيكِ يا مصر كانت الأيام والأعلام والأقلام والأعوام.
أرض الكنانة – حفظها الله – من كل سوء، احتضنت الجميع، جاء إليها يوسف فصار ذا شأن عظيم. وتربى ونشأ فيها موسى، فصار نبيا مرسلا. ماذا عساني أن أقول عن مصر؟ مصر تعلم المتكبر كيف يكون متواضعا، ببساطة شعبها وخفة دمه، فلا تكاد تقابل مصريا إلا أحببته، فالمصريون يصنعون الحب، بذوقهم وكلماتهم الطيبة .
و إذا أردت العيش ببساطة و بسعادة، فتوجه لمصر أم الدنيا؛ فإنها ستحتضنك بقلب محب حنون كما تحتضن الأم ابنها، و لن تعرف فيها الغربة أبدا؛ لأنك ستكون واحدا منهم، فمصر لطالما احتضنت الكثير من كل العالم ، من تونس و سوريا و لبنان و غيرها، فهي قبلة الجميع وصاحبة القبول وذات القلب النابض الذي يحب الجميع، فهي العزيزة الغالية، حتى أن القرآن ذكرها في عدة مواضع ، وقد قال فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ((إذا فتح الله عليكم مصر، فاتخذوا فيها جندا كثيفا ،فذلك خير أجناد الأرض ))
وقد عاش على أرضها الأنبياء العظماء، إبراهيم وإسماعيل وادريس ويوسف وولد على أرضها موسى وهارون وهي شاهدة على التاريخ فقد احتار الكثيرون في وصفها، فهي أيقونة الحياة دون مبالغة.
من هذا المجتمع الشرقي العظيم تكتب الروايات وقصص الشعراء والأدباء كيف لا وهي أرض العز وقاهرة المعز؟. فهي مثل الشمس التي تشرق بالمحبة والضياء، وقيل عنها: «أرض إذا ما جئتها متقلباً في محنةٍ ردتك شهماً سيداً» كيف لا وهي من التقى فيها يوسف ويعقوب بعد سنوات من الألم؟
يا مصر أهديك كل السلام، وإلى أهلك كل الاحترام، وأدعو ربي أن يحفظك حين أصحو وحين أنام.