خلق الله الإنسان مسيرًا، تاركًا له حرية الاختيار في كافة أموره الحياتية بداية من العبادة، وحتى أدق التفاصيل في أمور حياته.
والأشياء وتكرارها تتحول في حياتنا إلى عادة سريعًا ما تتحول إلى إدمان ما يلبث أن يصبح أسلوب حياة.
من هذا المنطلق تختلف قدراتنا على تقبل الأحداث بنفس راضية أو صاخبة، وفقًا لاستعداد كل منا ومدى تقبله وفلترته للحدث وتأثيره عليه.
والغريب أن الحدث الواحد لو تعرض له شخصان في نفس الوقت. وتحت نفس الظروف لوجدت له ردان مختلفان، أحدهما يتقبله بنفس راضية، والآخر يطير الشرر من عينيه.
الحكاية ببساطة.. أن بعض الناس اتخذ من الحزن والهم والنكد أسلوب حياة، فلا يرى من الدنيا إلا غيومها، حتى الخير دائمًا يعتقد أن خلفه شرًا، والبر يحسبه رجس من عمل الشيطان.
والبعض الأخر أيقن أن فاتورة الغم والنكد أكبر من أن يتحملها، وجد واجتهد متيقنًا أنه فعل ما باستطاعته، وتقبل الأقدار بنفس صافية، وحتى الشر إن ناله أيقن أن الله حجب عنه ما هو أسوأ، فنعم بحياته وحول حتى لحظاته البائسة إلى سعادة يقينًا منه بأن الله لا يريد له إلا الخير.
السعادة يا سادة عادة فحولوها في حياتكم إلى إدمان، فهي الأمر الوحيد الذي يضفي على حياتكم راحة وطمأنينة، حتى في أشد لحظات الألم.
وتبقى كلمة.. ونحن في وداع عام صبغ حياة العالم بسواد كورونا وشبح الموت من أقصى الأرض لأدناها.. لا تخافوا وعيشوا السعادة فالفرحة تزيد المناعة في مواجهة المجهول. والمكتوب سيطول الجميع تعساء كنتم أم سعداء.
ارفعوا العلامة 111 من أعلى جباهكم. وافتحوا نوافذكم لشعاع الخير والأمل والثقة بالله أن غدًا أكثر إشراقًا.. وكل عام وأنتم بخير