الأمانة كنز لا يفنى، والمؤتمن معلق من رقبته إلى يوم الدين. وخيانتها جرم يعاقب عليه القانون في الدنيا، وينصب من أجله الميزان يوم القيامة أمام الواحد الديان الذي لا يغفل ولا ينام.
الأديان السماوية عَظمت من قيمة الأمانة، والمولى عز وجل سلطانه أنزل بها كلمات في كتابه من فوق سبع سموات على لسان حبيبه المصطفى «إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا».
الخائنون للأمانة بصورها المختلفة آثمون تصيبهم اللعنات في الدنيا وتطاردهم أفعالهم البغيضة أينما ذهبوا. ويلاحقهم العار أينما حلوا ويطارد من خلفهم أبرياء أنقياء لا ذنب لهم إلا أن أسماءهم ارتبطت بهؤلاء المجرمين الذين عثوا في الأرض فسادا فنشروا فيها البغض والكراهية والغل والحقد.
ردوا الأمانات إلى أهلها قبل أن يأتي يوم تشخص فيه الأبصار. وتردون إلى عالم الغيب والشهادة.(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ).
أفيقوا من سوءاتكم فالحرام لا يدوم والدنيا مهما طالت بكم فإنها ساعة. فاقضوها في طاعة الله فإن الله يقول «كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ»
تبقى كلمة.. ردوا المظالم إلى أهلها طهروا قلوبكم.. انفضوا غبار الحرام عن أجسادكم.. الحرام كثيره قليل، والحلال قليله كثير، والبركة في رضا الله، فبذرة الحلال تنبت شجرة مثمرة، وشجرة الحرام تتحول إلى نار موقدة تحرق الأخضر واليابس.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا