على نحو يدعو للتفاؤل.. جاءت الجلسات الأولى لمجلس النواب المصري معبرة عن الحالة الجديدة التي تعيشها مصر. من تغيير وتطور في شتى مناحي الحياة، وعن طموح المواطن في وجود مجلس يعبر ع آماله وطموحاته سواء من حيث الرقابة أو التشريع. وهو ما أكد عليه المستشار حنفي جبالي رئيس المجلس في أول جلسة رسمية، عندما قرر المجلس استدعاء الحكومة لمساءلتها عن القصور والسلبيات في برنامج – مصر تنهض-.
ومؤكدًا أن مجلس النواب الجديد له رؤى ومستهدفات يعمل على تحقيقها. وأهمها أن يكون المواطن المصري في بؤرة واهتمام مؤسسات الدولة، وهى بالتأكيد رسالة لها دلالاتها في هذا التوقيت تحديدًا. وهى رسالة موفقة من المجلس ورئيسه الجديد الذى بدا هادئًا وواثقًا من كل أدواته القانونية واللغوية والتنظيمية. وتصدير مشهد حضاري للمجلس الجديد، واستعادة ثقة المواطن فى مؤسسته التشريعية بعد أن انصرف عن متابعته في السنوات الماضية.
على وجه السرعة جاء بيان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء أمام مجلس النواب. والرد على كل التساؤلات التي صرحها المجلس حول كل برامج الحكومة، مؤكدًا التعاون الوثيق بين مجلس الوزراء بكامل أعضائه مع مجلس النواب لتحقيق كل ما فيه مصلحة مصر، ومشددًا على أن الحكومة تسابق الزمن لتعزيز وضع مصر والمصريين داخليًا ورفع مكانتها خارجيًا بين الأمم.
وكشف مدبولي في بيانه عن أن مصر حققت ثاني أعلى معدل نمو اقتصادي في العالم برغم جائحة كورونا، كما أن حجم الاستثمار الأجنبي المباشر بلغ 14 مليار دولار في هذه الظروف الصعبة. وبرغم أن بيان الحكومة شمل الكثير من الجوانب والقطاعات والخدمات، إلا أن ما لفت النظر في هذا البيان كان التأكيد على أن سياسة مصر الخارجية تعمل وفق محددات على رأسها الدفاع عن الثوابت والمصالح المصرية أينما وجدت. والتحرك بفاعلية فيما يتعلق بالأزمة الليبية وأزمة سد النهضة والحفاظ على سياسة متوازنة مع كل القوى العالمية.
من خلال هذه المشاهد المتسارعة بين المجلس والحكومة. تبدو صورة مصر الجديدة على شتى المستويات، فلم يعد هناك وقت للتكاسل والمسكنات وترحيل المشاكل. ولم يعد هناك وقت للمجاملة والصراعات العقيمة، طالما أرادت مصر أن تنتقل إلى الحداثة والتطور واللحاق بركب الأمم المتحضرة.
وإذا كانت مصر قد حققت قفزات كبيرة ومتسارعة في السنوات القليلة الماضية بفضل جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي. وهي انجازات يلمسها المواطن على أرض الواقع في قطاعات كثيرة. فإن المجلس الجديد أيضًا يقع على عاتقه مسئولية كبرى سواء في الرقابة أو التشريع من خلال إعلاء المصلحة الوطنية على كل ما دونها. وعلى كل المصالح الخاصة والضيقة، وأيضًا من خلال شكل وأسلوب إدارة الجلسات بصورة حضارية تعبر عن مصر الحديثة وعن عراقة الحياة النيابية في مصر. بعيدًا عن المتاجرات الوطنية المكشوفة أو أصحاب الشو الإعلامي، وغيرها من الأمور التي باتت معروفة للعامة.
إذًا مصر الآن انتهت من استحقاقاتها الدستورية، وتتمتع باستقرار سياسي واقتصادي ومجتمعي يؤهلها للانطلاق بقوة نحو التنمية الشاملة. وتحقيق معدلات نمو اقتصادي كبير.
وفى اعتقادي أن الفرصة سانحة الآن للعمل بقوة في تأهيل جميع المناطق والمنشآت السياحية استعدادًا لانتهاء جائحة كورونا. واستعادة الحركة السياحية لمصر بقوة مع افتتاح المتحف العالمي الجديد بمنطقة الرماية ومتحف الحضارة بالفسطاط. وبعد أن بدأت القاهرة تستعيد وجهها الحضاري لتصبح أحد أهم مقاصد السياحة العالمية وأحد روافد الدخل القومي.
حمى الله مصر من كل سوء.
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا