هبت العاصفة ضد تامر أمين، الذي تحدث ولم يحسب لعثرات لسانه حسابًا، وارتجل ما يحسبه خيرًا وهو لم يدرك أنه فتح باب جهنم على مصراعيه ليواجه نارًا عاتية طالت الأحياء والأموات.
المذيع الهمام الذي يطل علينا من شاشة قناة النهار مقتحما منازلنا بدون استئذان من أقصى البلاد إلى أدناها لم يدرك خطورة هفوات لسانه متناسيًا القاعدة الذهبية «لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك».
كلمات تامر أمين أساءت لسيدات مصر في الصعيد وفي الريف – الذي ينتمي إليه للأسف – وفجرت براكين الغضب تجاه شخصه الذي تحول إلى هدف ليس فقط للسيدات وإنما للمجتمع المصري في عموم البلاد، الذي انتفضت النخوة بداخله ابنا وأبا وأخا وجدا، تجاه متجاوز لا يعرف معني الكلمة ومعتذرا فاقت إساءته كل معاني النبل والتسامح.
فجأة تحول تامر أمين إلى تريند على كافة مواقع التواصل الاجتماعي ودشن النشطاء أكثر من هاشتاج لاذع تعدي أعلبها حدود اللباقة والأدب، وتجاوزت المسيء إلى النبش في جزور الماضي لتهيل المزيد من التراب على رأس المذيع ردًا على إساءته في حق عظيمات مصر.
ياليته كان اجتهد في القضية التي يناقشها وفقا لحدود الاجتهاد في الرأي فنال جزاء اجتهاده حتى وإن جاوزه الصواب.. لكنه أخطأ فاستحق العقاب.
تبقى كلمة.. الإجراءات السريعة التي اتخذت تجاه تامر أمين بعد أن باتت القضية حديث الساعة ووصلت إلى البرلمان. وتحرك نقابة الإعلاميين والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وقناة النهار لم تشف غليل الأمهات والفتيات والآباء والأبناء، فالجرم أكبر من «عفى الله عما سلف» و« زلة لسان» و «غلطة ومش هتعود».. الحكاية ببساطة أن الكلمة أمانة ورصاصة قاتلة إذا خرجت لا تعود والرقابة العادلة والرادعة طوق الحماية لمجتمعنا من أصحاب الألسنة الزالفة.