التلون مثل الحرباء هو حال جماعة الإخوان، حينما يضيق عليها الحال، استراتيجية تتبعها الجماعة منذ نشأتها، على يد حسن البنا عام 1928، تاريخ حافل بالاغتيالات والتفجيرات في طول البلاد وعرضها.
ويذكر التاريخ في جنباته حادث إغتيال مؤسس الجماعة، حينما أقدم رئيس الوزراء المصري السابق في 28 ديسمبر عام 1948 النقراشي باشا، على حل جماعة الإخوان وحظر اجتماعتها، واستشاطت الجماعة غيظًا من تلك التضيق، وأسرعت وعقدت اجتماعات مارثونية للتخلص من النقراشي، عن طريق الجهاز السري للجماعة، أو ما يسمى التنظيم الخاص، والذي أسس عام 1940 تحت قيادة عبد الرحمن السندي، وكلف حينها بالعملية الطالب بكلية الطب البيطري بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة عبد المجيد حسن، من أعضاء النظام الخاص، وتم اغتيال دولة النقراشي باشا وأصبح الخبر منشت للصحف، حينها أصدر مرشد الجماعة بيانه الأخير (ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين).
فلماذا تتحدث الجماعة عن مصالحة الآن بعد أن ضاقت عليها الأرض بما رحبت، ولفظها شعوب العالم، إنها مصر حينما تتخذ موقف إلزاما على العالم أن يقف لها إجلالاً واحتراما، التاريخ محفور وقد تخلصتم من صنعكم حينما شعرتوا بالخطر، وعلى إثر ذلك نشبت حرب شعواء على البنا لقتله، حتى وصل الأمر به أن طلب من حكومة إبراهيم عبد الهادي، الحماية أو إخراجه من البلاد، بعد أن شعر بأنه مزق الجماعة ومصيره الخلاص برصاصات معدودة. كما يفعلون مع من يخالفهم الرأي.
فذلك منهج واضح يعلمه البنا، ولما لا وهو من قام ببلورة ذلك النهج. وبالفعل تم التخلص من حسن البنا في يوم السبت 12 فبراير عام 1949. وهو خارج من مقر جمعية الشبان المسلمين في شارع رمسيس. ومات بعدها بسويعات قليلة.
إن حديث قيادات التنظيم، عن مصالحة مع الدولة المصرية منزوع المصداقية. فحديث إبراهيم منير القائم بأعمال مرشد الجماعة الإرهابية. عن ذلك يجعلنا نطرح أسئلة وجودية هل يتعرض للخطر؟، أو هناك تهديات لتصفيته مثلما حدث مع حسن البنا؟.
أو من جانب آخر هل تعهد منير أمام البراعم الصغيرة أينما كانت. بأنه قادر على استمالة النظام في مصر؟، للمصالحة بشكل يكفل لهم حماية عندما يعودوا لمصر، شيزوفرينيا شديدة يتعرض لها الرجل الكهل. عندما تتحدث عن ذلك عليك بالمحاسبة على كافة المشاريب، عليك بتسليم من يمزقون في الدولة المصرية من أقصى الشمال إلى الجنوب، بحديث مغاير للواقع تماماً، أعلم أنكم لا تنامون الليل بسبب ماحدث في الداخل التركي، والتودد الجاري لاسترضاء مصر وعودة العلاقات.
أخيرًا إن الحديث عن مصالحة مع من أيديهم تلطخت بدماء الشهداء من خيرة الشباب. من الجيش والشرطة المصرية أمر مرفوض تماما. كيف نرد على أسر الشهداء؟ نجلس مع من تسببوا في حرق قلوب الأمهات، نجلس مع حفنة من المنافقين وأصحاب المصالح ومن ينفذون أجندة الغرب لهدم الدولة المصرية؟ نجلس مع من يعملون خُدام بالمال لدى الأنظمة المعادية للدولة.
يا إبراهيم يا منير أريد أن أسألك سؤال هل فعلاً ترقصون رقصة الموت!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية