«قبلي وبحري».. حوادث القطارات ما هي إلا نزيف دمٍ من جرح لم يندمل، فبين بين كل غفوةٍ وصحو تلهينا فاجعة، وينال الحزن من ذواتنا، آخرها حادث قطار طوخ اليوم الذي أفزع الجموع.. ففي أي أرض حادث الغد.
دوائر حزن متتالية لثلاثة حوادث في أقل من شهر، كأن مصر تود تذكيرنا بموعدها الدائم مع حوادث القطارات، فقلوبنا على حادث قطاري سوهاج لا تزال تنزف، ولكن يأتي حادث اليوم ليثبت لنا أن الكوارث أبت أن تنقطع لتسطر على جدار القلب سيل أوجاع لم ينتهِ بعد من كل بيت.
وطن ينحب بعلو صوته ويتجرع الأسى، فيه جثث هامدة، دماء مدُججة بالأرصفة، صراخات، استغاثات، بكاء وعويل، أصوات ونين الإسعاف، أهوال أنباء تأتي تترى وراء بعضها، جرحى وأحياء الوطن هم أحق بالرثاء.
مأساة اليوم بدأت بخروج قطار متجه من القاهرة إلى المنصورة عن القضبان. قرب محطة سكة حديد طوخ في بنها، ليسفر عن وفاة 11 شخصًا، وإصابة 98 آخرين.
وهنا يأتي السؤال.. هل هناك أيادٍ تخريبية تعبث وراء تكرار مثل هذه الحوادث؟.. وهذا وارد بدرجة كبيرة، وهذا ما لاحظناه في حادث قطاري سوهاج، وعن الإهمال في مرفق السكة الحديد فهو صفة سائدة، ودائمًا ما تقع على المسؤول قبل العامل، ووراء تكرار مثل هذه الحوادث إما خطأ بشري، ويأتي «الإهمال» كعنوان له، أو خطأ فني ينحصر في مرفق السكة الحديد أو القطارات ذاتها، ناتجة هي الأخرى عن الإهمال في صيانتها. فلا بد أن نتكاتف أفرادًا ومؤسسات لإيجاد حلول عملية لهذا المرفق الحيوي، ولوقف نزيف الدم على القضبان.
حقًا أتمنى أن تكون حوادث القطارات حلمًا مزعجًا مؤقتًا، يستغرق لحظات أو سويعات وسينتهى عمّا قريب. أدعو الله أن نستفيق منه عاجلًا، وألّا تتقلب قلوبنا على جمر الفراق فيستحيل إطفاؤها، فحينها نلملم الجراح ونحن الجرحى.
خالص التعازي في وفيات قطار طوخ اليوم وخالص الدعوات بالشفاء العاجل للمصابين.
ولا زلنا نتقرب خيوط الفجر بفارغ الصبر وللحديث بقية..
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية